229

حاشية الإرشاد ـ مقدمة

تصانيف

مؤيد ملك خراسان. الذي كانت بينه وبين الشهيد «مودة ومكاتبة على البعد إلى العراق ثم إلى الشام» (1). ومما يكمل هذا الاتجاه أن السلطان المذكور أرسل رسولا إلى الشهيد. يستقدمه إليه. ولكن الشهيد آثر أن يبقى حيث هو، وأرسل إليه رسالة اللمعة بقصد تفقيهه في المذهب الإمامي ومساعدته في تنظيم دولته على أساس منه. وبهذا يبدو أن قتل الشهيد الأول كان أدخل في السياسة منه في العقيدة. (2).

ومما يدل على نشاطات الشيعة في عصر الشهيد نص التوقيع المسهب الذي أورده القلقشندي في صبح الأعشى- وفيه الكثير من الافتراءات على الشيعة- نورد لكم خلاصته:

قال القلقشندي:

وهذه نسخة توقيع كريم- بمنع أهل صيدا وبيروت وإعمالهما- من اعتقاد الرافضة والشيعة وردعهم، والرجوع إلى السنة والجماعة، واعتقاد مذهب أهل الحق، ومنع أكابرهم من العقود الفاسدة والأنكحة الباطلة، والتعرض إلى أحد من الصحابة (رضوان الله عليهم أجمعين)، وأن لا يدعوا سلوك طريق أهل السنة الواضحة، ويمشوا في شرك أهل الشك والضلال، وأن كل من تظاهر بشيء من بدعهم قوبل بأشد عذاب وأتم نكال، وليخمد نيران بدعهم المدلهمة، وليبادر إلى حسم فسادهم بكل همة، وتصريفهم عن التهوك في مهالك أهوائهم إلى ما نص عليه الشرع واعتبره، وتطهير بواطنهم من رذالة اعتقادهم الباطل إلى أن يعلنوا جميعهم بالترضي عن العشرة، وليحفظ أنسابهم بالعقود الصحيحة، وليداوموا على اعتقاد الحق والعمل بالسنة الصريحة- في خامس عشرين جمادى الآخرة سنة أربع وستين وسبعمائة (3)، وهي:

صفحة ٢٥٢