فديتك بالطريف وبالتلاد
فلما أراد أن يقبض على جعفر قال له أبو زكار: «ناشدتك الله إلا ألحقتني به» فقال له مسرور: «وما رغبتك في ذلك؟» فقال: «إنه أغناني عمن سواه بإحسانه، فما أحب أن أبقى بعده»، وحكى مسرور ذلك للرشيد فقال: «هذا رجل فيه مصطنع، فاضممه إليك فانظر ما كان يجريه عليه جعفر فأتممه له»، وهي رواية تخالف بعض الشيء الرواية السابقة في مقتل جعفر.
كما كان من الأوفياء كثير من الصالحين والشعراء، فيروون أنه لما بلغ سفيان بن عيينة - الإمام المشهور - خبر جعفر وقتله وما نزل بالبرامكة، حول وجهه إلى القبلة، وقال: «اللهم إنه كفاني مؤنة الدنيا، فاكفه مؤنة الآخرة.»
ورثاهم كثير من الشعراء، فقال الرقاش:
هدأ الخالون من شجو فناموا
وعيني لم يلامسها منام
وما سهري لأني مستهام
إذا أرق المحب المستهام
ولكن الحوادث أرقتني
فلي سهر إذا هجد النيام
صفحة غير معروفة