كانوا إذا غرسوا سقوا وإذا بنوا
لم يهدموا مما بنوه أساسا
وإذا هم صنعوا الصنائع في الورى
جعلوا لها طول البقاء لباسا
ومن هذا القسم الثاني ما روي عن أبي زكار الأعمى - وكان شاعرا مغنيا - وقد ذكروا أنه كان منقطعا للبرامكة يشعر فيهم ويغنيهم ... وكم بكى على مقابرهم بعد موتهم، وقد روى الأغاني أنه لما أمر الرشيد بقتل جعفر بن يحيى، دخل عليه مسرور الخادم فوجد عنده أبا زكار الأعمى، وكان يغنيه بالأبيات الآتية:
فلا تبعد فكل فتى سيأتي
عليه الموت يطرق أو يغادي
وكل ذخيرة لا بد يوما
وإن بقيت تصير إلى نفاد
وهل يغني من الحدثان شيء
صفحة غير معروفة