الحرب والسلم (الكتاب الأول): إلياذة العصور الحديثة

ليو تولستوي ت. 1450 هجري
75

الحرب والسلم (الكتاب الأول): إلياذة العصور الحديثة

تصانيف

فتح باب الجناح الخاص، وخرجت منه واحدة من الأميرات، وهي ابنة أخت الكونت، ذات وجه بارد جامد عابس، تعطي ساقاها القصيرتان اللتان تحملان قامتها الطويلة لونا من الغرابة والشذوذ للناظر المتفحص. التفت الأمير بازيل إليها، وقال: حسنا، كيف حاله؟

فقالت ابنة الأخت، وهي تتفرس في وجه آنا ميخائيلوفنا، وكأنها تنظر إلى سيدة مجهولة: لا زال كما هو، إن هذا الضجيج، كما تعلم ...

ورمقت الزائرة بنظرها ولم تعقب.

اقتربت هذه منها منبسطة الأسارير خفيفة الخطى، وقالت بتودد: آه، عزيزتي! لم أكن أعرفك، لقد وصلت للتو، وإنني في خدمتك لمساعدتك في العناية ب «عمي».

ثم رفعت عينيها إلى السماء بإشفاق وأردفت: إنني أتخيل مدى ألمك.

لم تتعطف الأميرة بالجواب ولا بمجرد الابتسام، وانسحبت لفورها، فنزعت آنا ميخائيلوفنا قفازيها، وراحت تجلس على مقعد وثير وكأنها في «أرض محتلة»، ودعت الأمير بازيل إلى الجلوس بقربها، ثم قالت تخاطب بوريس وهي تبسم: سأرى الكونت عمي يا بوريس، فامض إلى لقاء بيير خلال هذا الوقت يا صديقي، ولا تنس أن تبلغه الدعوة التي وجهها إليه آل روستوف.

ثم أردفت تحادث الأمير: إن آل روستوف يدعونه لتناول العشاء لديهم، أعتقد أنه لن يذهب، أليس كذلك؟

فأجاب هذا بلهجة حادة منفعلة: لم لا يذهب؟ سأكون سعيدا إذا خلصتني من هذا الفتى. إنه لا يتحرك من هنا رغم أن الكونت لم يطلبه حتى الآن مرة واحدة، ولم يسأل عنه، أو يعرب عن رغبته في رؤيته.

وهز كتفيه، وجاء خادم يقود بوريس من باب آخر يؤدي إلى سلم جديد؛ ليقوده إلى حيث كان بيير كميرييوفيتش.

الفصل السادس عشر

صفحة غير معروفة