الحرب والسلم (الكتاب الأول): إلياذة العصور الحديثة

ليو تولستوي ت. 1450 هجري
130

الحرب والسلم (الكتاب الأول): إلياذة العصور الحديثة

تصانيف

فلم يجب آندريه إلا بزفرة، وقال لزوجته بلهجة فيها سخرية باردة: هيا!

كان يبدو أنه يدعوها بتلك الكلمة إلى إلقاء مرثياتها التي يتوقع أن تلقيها!

هتفت ليز وقد شحب وجهها، وراحت تنظر إليه بارتياع: آندريه، أتذهب؟!

فأخذها بين ذراعيه، غير أن ليز أطلقت صرخة، وهوت على كتفه مغشيا عليها، فخلص نفسه منها، وأسجاها بهدوء على أريكة، وقال لأخته بصوت منخفض: وداعا يا ماري.

ثم عانقها وقبلها قبلات أخوية قلبية، وابتعد بخطوات سريعة.

لبثت ليز مسجاة على الأريكة، تغسل الآنسة بوريين صدغيها بالماء، أما ماري فكانت تنظر - بعينين مفعمتين بالدموع - الباب الذي خرج منه أخوها، فرسمت إشارة الصليب باتجاهه، وعادت تهتم بزوجة أخيها، وارتفع صوت من مكتب العجوز الغاضب، يشبه طلقة الغدارة، ينبئ بأن الأمير العجوز المنفعل يتنخم في منديله، وما كاد آندريه يغادر باب المكتب ويبتعد عنه، حتى وورب الباب، وظهر الأمير العجوز بقامته الصارمة وهو في معطفه المنزلي الأبيض ، وقال: هل ذهبت؟ هيا، ذلك أفضل!

وبعد أن ألقى نظرة غضبى على زوجة ابنه المغمى عليها، هز رأسه بلوم وتثريب، وصفق الباب وراءه.

الجزء الثاني

فرنسيس الثاني.

الفصل الأول

صفحة غير معروفة