باب حقيقة معرفة الصنع
اعلم أن الصنع إسم للفعل، وهو مصدر من صنع يصنع صنعا؛ وأصله فعل يفعل فعلا، فصح أن اسمه يدل على أنه فعل، ولا يكون الفعل إلا من فاعل، ولا يكون إلا محدثا لتقدم فاعله عليه.
ولا خلاف في أن العالم يسمى صنعا. والعالم اسم للهواء، وما حوى من الأرض والسماء وما بينهما من جميع خلق الله العلي الأعلى. والعالم اسمه موحد، فإذا جمعت قلت: العالمين؛ قال تعالى: {الحمد لله رب العالمين }[الفاتحة:2]، وهذا الفرق في الجمع والموحد في اللفظ، وأما في المعنى فلا فرق بين العالم والعالمين؛ لأن الاسمين ينبيان عن معنى واحد، وسمي العالم؛ لأنه علم ودليل على صانعه.
صفحة ٦٧