آها. إن تلك الأيمان إلا أشراك تصاد بها دجاجات الماء، أعرف الأقسام الكثيرة التي يمليها القلب على اللسان، متى أوحاها الدم الثائر، غير أنها يا بنيتي إيماضات برق تضيء، ولا تدفئ. ثم ينطفئ نورها، وتخمد على الأثر، فلا تصطلي على تلك النار، اعزمي منذ الساعة على الضنانة بمحاضرتك نفاسة بشرف عرضك، ولا تنظري إلى السيد «هملت» سوى نظرك إلى شاب يجوز له من التمادي ما لا يجوز لك، فلا تصدقي أيمانه؛ لأن على ظواهرها من الزينة ما ليس في بواطنها؛ ولأنها أشبه بوسطاء السوء، الذين لا يبدو منهم للعين إلا التقى والصلاح. ومحصل الكلام: لا أريد بعد الآن أن تستخدمي وقتك بمصاحبة السيد «هملت». أو بالإصغاء إلى مواعيده، فحذار ذلك. أتسمعين؟ حذار، وانصرفي إلى شأنك.
أوفيليا :
سمعا وطوعا يا مولاي. (يخرجان.)
المشهد الرابع («هملت»، ثم يدخل «هوراشيو» و«مرسلس»)
هملت :
الهواء لذاع من البرد.
هوراشيو :
أجده قارسا عضوضا.
هملت :
ما الساعة الآن؟
صفحة غير معروفة