وهذه الخصائص توجد في حب الرجل والمرأة وتوجد في غيره من العلاقات.
فالإنسان يألف المرأة التي أحبها ويألف الموطن الذي أطال الإقامة فيه.
ويلجأ إلى التجميل وزخرفة الخيال إذا فتن بالعظمة والنبوغ كما يلجأ إلى التجميل وزخرفة الخيال إذا فتن بالمعشوقة الحسناء.
ويروقه الجوهر النفيس فيتمنى أن يملكه ويستأثر به دون غيره، وكذلك يفعل حين يروقه جمال المرأة التي يهواها.
ويحس الغريزة النوعية حين يحب ولا يحب، وتتيقظ فيه الخصائص الجنسية وهو بعيد من المرأة أو قريب منها.
ويستمتع بحاسة الجمال وهو ينظر إلى الشفق وإلى الريحانة وإلى الصورة وإلى التمثال.
فهي عناصر تتفرق في الدنيا وتتجمع في عاطفة الحب كما تتجمع العناصر القليلة في صور لا تقبل الحصر ولا تحدها الأسماء.
ومن الأمثلة التي تقرب لنا هذه الحقيقة أن عناصر المادة تعد بالعشرات، ولكن الصور التي نراها في هذا العالم تربى على الألوف وألوف الألوف.
وإن حروف الهجاء لا تتم العشرات الثلاث ومنها الكلمات التي تضيق بها المجلدات في جميع اللغات.
فلا نهاية لألوان الحب التي تتجمع من تلك العناصر القليلة؛ لأنها تتباين في الترتيب، وتتباين في القوة، وتتباين في المقادير، وتتباين أبعد التباين على حسب المحبين، وعلى حسب الأعمار والأطوار النفسية في المحب الواحد.
صفحة غير معروفة