وغرض غير هذا ما يجب على المؤلفين أن يسعوا إليه.
وتختلف الوسائل التي نشرنا بها صورنا الفوتوغرافية على حسب تأثيرها في النفس، ففي الأمور التي قصد بها التأثير جملة، لا تفصيلا، حولت صورها إلى كليشات على طريقة التجويف الفوتوغرافي الحديثة (فوتوغراڨور)، وفي الأمور التي قصد فيها إظهار الدقائق حفرت صورها الفوتوغرافية بالمنقاش في الخشب من غير أن يكون للرسام عمل فيها، وإذا عدوت بعض الشواذ وجدتنا لم نلجأ، لإظهار دقائق فن البناء، إلى طريقة الرسم بالتخطيط إلا عند عدم كفاية أية طريقة أخرى غيرها.
وفي الكتاب 363 صورة لم تترك واحدة منها لمتفنن يصنع فيها كما يشاء، ورغبنا عن الوثائق التي كان للخيال حظ فيها مرجحين العدول عن مصدر للصور الرائعة، كالتي نشرت في كتاب مسيو إيبر ومسيو مسپيرو عن مصر، وحازها ناشر هذا الكتاب، مقتصرين، مع الأسف، على ما استند منها - وهو قليل - إلى صور فوتوغرافية، فرأينا من العبث تكرار صنعه.
ولم تفتني الاستفادة من الرسوم التي صنعت بأمانة مع اتخاذي الفوتوغرافية أساسا لصور هذا السفر، فاستعرت رسوما كثيرة من مجموعات كوست وپربس الأڨيني وجونس، ولا سيما الكتابان الرائعان اللذان نشرا حديثا في إسپانية عما فيها من الآثار الفنية والعمارات، وكان للفوتوغرافية كبير عمل في هذا، أيضا، ما جعلت هذه الرسوم خاضعة لطريقة التجويف الفوتوغرافي (الهيلوغراڨور).
وقضت ضرورة التزيين ألا أوزع صور هذا الكتاب توزيعا مرتبا دائما، وإنما يمكن القارئ أن يجد بسهولة ما قد يحتاج إليه منها عند نظره إلى فهرس الصور، والقارئ، باطلاعه على هذا الفهرس، يعلم تنوع هذه الوثائق، ويعلم ما نشر منها في هذا الكتاب دون غيره.
وقد تعذر علينا، لضخامة هذا الكتاب وكثرة صوره، أن نبين المصادر التي اعتمدنا عليها في هامش صفحاته، فاكتفينا بنشر فهرس شامل لها في آخره، فالقارئ الذي يريد أن يتعمق في بعض المباحث يجد ضالته فيه.
وليعلم القارئ أن كل فصل في هذا الكتاب هو خلاصة عدة مباحث، وما أبديته من الملاحظات يمكن عده متمما لها.
ونحن إذ نختم هذه المقدمة نلخص المنهاج الذي اتبعناه في وضع هذا الكتاب، والذي نتبعه فيما نؤلفه من تواريخ الحضارات، بما يأتي، فنقول:
من المبادئ العامة:
الوجوب في وقوع الحوادث التاريخية، والصلة الوثيقة بين الحوادث الحاضرة وحوادث الماضي.
صفحة غير معروفة