98

Hadaiq Wardiyya

تصانيف

============================================================

والذرية؛ فإني مننت على أهل البصرة لما افتتحتها وهم يدعون الإسلام كما من رسول الله ر* على أهل مكة وهم مشركون لما افتتحها، وكان أولادهم ولدوا على الفطرة قبل الفرقة بدينهم(1) وإن عدوا علينا أخذناهم بذنوبهم، ولم ناخذ صغيرا بذنب كبير، وقد قال تعالى في كتابه: { ومن يغلل يات بما غل يوم القيامة(1 عران: 161)، قال رسول الله : "لو أن رجلا غل عقالا من الحرب لأتى يوم القيامة وهو مغلول به حتى يؤديه". وكانت أم المؤمنين أثقل من عقال، فلو غللتها وقسمت سوى ذلك فانه غلول، ولو قسمتها لكم وهي أمكم لاستحل منها ما حرم الله، فأيكم كان ياخذ أم المؤمنين في سهمه وهي أمه؟

قالوا: لا أحد وهذه بحجتناهذه .

وأما قولكم: إني حكمت الحكمين، فقد عرفتم كراهتي لهما إلا أن تكذبوا. وقولي لكم: ولوها رجلا من قريش، فإن قريشا لا تخدع فأبيتم إلا أن وليتموها من وليتم. فان قلتم: سكت حيث فعلنا ولم تنكر، فانما جعل الله الاقرار على النسأء في بيوتهن، ولم يجعله على الرجال في بيوتهم . فإن كذبتم وقلتم: أنت حكمت ورضيت، فان الله قد حكم في دينه الرجال وهو أحكم الحاكمين، فقال: { يا أيها الذين أمنوا لا تقتلوا الصيد وأنتم حرم ومن قتله منكم متعمدا فجراء مثل ما قتل من النعم يحكم به ذوا عدل منكم} الآية (تسماندة: 290، وقال: { رإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها} (تناء:20) . فانما على الانسان الاجتهاد في استصلاح الحكمين، فإن عدلا كان العدل (2) فيما رأياه أولى، وإن لم يعدلا فيه وجارا كان الوزر عليهما، ولا تزروازرة وزر آخرى، قالوا: صدقت وهذه بحجتنا هذه .

(1)في(6) : فلا ناحذهم بذنبهم (2) في (ا): الامر.

(85

صفحة ٩٨