136

Hadaiq Wardiyya

تصانيف

============================================================

الحرعنا، وإذا قلت لكم : اغزوهم في البرد، قلتم: هذه أيام قروصر، أمهلنا حتى ينسلخ القرعنا، فإذا كنتم من الحر والقر تفرون، فأنتم والله من السيف أفر!

اما والله لوددت أني لم أركم، ولم أعرفكم معرفة حوالله- جرت ندما، وملأتم قلبي غيظا، وأفسدتم علي رأيي بالخذلان، حتى لقد بلغني أن قريشا تقول : إن ابن ابي طالب رجل شجاع ولكنه لا علم له بالحروب. لله أبوهم! وهل منهم أشد لها مراسا مني!؟ لقد نهضت فيها وما بلغت العشرين، وها أنا الآن قد نيفت على الستين، ولكن لا رأي لمن لا يطاع(1). قال : فقام إليه رجل فقال : يا أمير المؤمنين أنا وأخي كما قال الله تعالى: { لا أملك إلأ نفسي وآخي} [المائدة: 20] فها أناذا، وهذا أخي، فمرنا بأمرك فوالله لنضربن دونك ولو حال بيثشا جمر لغضا، وشوك القتاد، قال: فقال علي : يرحمكما الله، واين تقعان مما ريد(6؟!

الوروينا بالاسناد إلى الحسن البصري قال: كنت جالسا بالبصرة، وأنا حينيذ غلام أتطهر للصلاة، إذ مريي رجل راكب بغلة شهباء متلثم بعمامة سوداء، فقال لي : يا حسن أخسن وضوءك يحسن الله إليك في الدنيا والآخرة، يا حسن، أما علمت أن الصلاة مكيال وميزان؟ قال: فرفعت رأسي فتأملت فإذا هو علي، فأسرعت في طهوري، وجعلت أقفو آثره إذ حانت منه التفاتة، فقال لي: يا غلام، ألك حاجة؟ قلت: نعم يا أمير المؤمنين. تفيدني كلاما ينفعني الله به في الدنيا والآخرة، قال: يا غلام إنه من صدق الله نجا، ومن أشفق من ذنبه أمن من الردى، ومن زهد في هذه الدنيا قرت عيناه بما يرى من ثواب الله غدا، ثم قال: يا غلام، ألا أزيدك؟ قلت : بلى يا أمير المؤمنين، قال : إن سرك أن تلقى الله وهو عنك راض فكن في هذه الدنيا زاهذا، وفي الآخرة راغبا، وعليك بالصدق في ()ح البلغةرقم 27 م :"1 ، بخلن يسير.

(2)الأمالي 186 ، ونهج البلاغة 4 1 رقم 27 بخلاف يسير.

(123)

صفحة ١٣٦