132

Hadaiq Wardiyya

تصانيف

============================================================

ووحشك المهملة، وأنزل علينا سمآء مخضلة، مدرارا هاطلة، يدافع الودق منها الودق، ويحفز القطر منها القطر، غير خلب برقها، ولاجهام عارضها، ولا قزع ربابها، ولا شفان ذهابها حتى يخصب لامراعها المجدبون، ويحيا ببركتها المسنتون، فإنك تنزل الغيث من بعد ما قنطوا وتنشر رحمتك وأنت الولي الحميد(1).

قال السيد الرضي رضي الله عنه: قوله ي : "انصاحت جبالنا" أي: تشققت من المحول، يقال: انصاح الثوب، إذا انشق، ويقال أيضا: انصاح النبت، وصاح وصوح إذا جف ويبس. وقوله :"هامت دوابنا" أي: عطشت، والهيام: العطش. وقوله : "حدابير السنين" جمع حدبار وهي : الناقة التي أنضاها السير، فشبه بها السنة التي فشا فيها الجدب . قال ذو الرمة: حذابير ما تتفك إلا مناخة على الخسف أو ترمي بها بلدا قفرا وقوله: "لا قزع ربابها" القزع : القطع الصفار المتفرقة من السحاب . وقوله : "ولا شفان ذهابهاه فإن تقديره : ولا ذات شفان ذهابها. والشفان: الريح الباردة.

والذهاب: الأمطار اللينة. فحذف "ذات" لعلم السامع به (2).

اا ورويتا عن أبي مطر البصري قال: كنت من شباب ذلك الزمان، فبينا أنا أمشي في المسجد وقد أسبلت إزاري، وأرخيست شعري، إذ نادى رجل من خلفي يا عبدالله، ارفع إزارك، فإنه أنقى لثويك، وأتقى لريك، وجز من شعرك إن كنست امرا مسلما، فإذا رجل كأنه أعرابي، فجئت حتى قمت من خلفه، فقلت لامرىء من المسلمين: من هذا؟ فقال : أغريب أنت؟ فقلت : نعم، من أهل البصرة، فقال له: هذا أمير المؤمنين علي بن ابي طالب، فمشيت خلفه حتى خرجت من المسجد، فمر بأصحاب الابل، فقال: يا أصحاب الابل، بيعوا ولا تحلفوا، فإن اليمين تزين البيع، وتمحق البركة. ثم مشى حتى (1)هج البلاغة) 30رقم 113.

(2)هج البلاغة 306.

(119)

صفحة ١٣٢