210

الإرشاد إلى صحيح الاعتقاد والرد على أهل الشرك والإلحاد

الناشر

دار ابن الجوزي

رقم الإصدار

الرابعة ١٤٢٠هـ

سنة النشر

١٩٩٩م

تصانيف

ولقرب وقوع يوم القيامة وتحققه؛ جعله - سبحانه - كغد؛ قال تعالى: ﴿وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ﴾ ١، والغد هو ما بعد يومك، وقال تعالى: ﴿إنهم يرونه بعيدًا ونراه قريبا﴾ ٢.
وروى الترمذي وصححه من حديث أنس مرفوعا: "بعثت أما والساعة كهاتين" وأشار بالسبابة والوسطى.
وفي (الصحيحين) عن عمر ﵄ مرفوعا: "إنما أجلكم فيمن قبلكم من الأمم من صلاة العصر إلى مغرب الشمس"، وفي لفظ: "إنما بقاؤكم فيما قبلكم من الأمم ما بين صلاة العصر إلى غروب الشمس".
ولما كان أمر الساعة شديدًا؛ كان الاهتمام بشأنها أكثر من غيرها، ولهذا أكثر النبي ﷺ من بيان أشراطها وأماراتها، وأخبر عما يأتي بين يديها من الفتن، ونبه أمته وحذرهم؛ ليتأهبوا لذلك.
وأما وقت مجيئها؛ فهو مما انفرد - الله تعالى - بعلمه وأخفاه عن العباد لأجل مصلحتهم؛ ليكونوا على استعداد دائما؛ كما أخفى - سبحانه عن كل نفس وقت حلول أجلها؛ لتكون دائما على أهبة الاستعداد والانتظار، ولا تتكاسل عن العمل.
قال العلامة السفاريني: "ثم اعلم أن أشراط الساعة وأماراتها تنقسم إلى ثلاثة أقسام: قسم ظهر وانقضى، وهو الأمارات البعيدة. وقسم ظهر ولم ينقض، بل لا يزال في زيادة. والقسم الثالث: الأمارات الكبيرة التي تعقبها الساعة، وهي تتتابع كنظام خرزات انقطع سلكها".
فالأولى: "أعني التي ظهرت ومضت وانقضت":
منها: بعثة النبي ﷺ، وموته، وفتح بيت المقدس.

١ سورة الحشر، الآية: ١٨.
٢ سورة المعارج، الآيتان: ٦ - ٧.

1 / 222