منحة العلام في شرح بلوغ المرام
الناشر
دار ابن الجوزي للنشر والتوزيع
الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٢٧ - ١٤٣٥ هـ
تصانيف
وسيأتي ذكرها - إن شاء الله - في باب «الغصب» من كتاب «البيوع» مات سنة خمسين ﵁ (^١).
الوجه الثاني: في تخريجها:
أما حديث أبي هريرة فقد أخرجه أحمد (١٥/ ٢٤٣)، وأبو داود (١٠١) في كتاب «الطهارة» باب «التسمية على الوضوء»، وابن ماجه (٣٩٩) من طريق يعقوب بن سلمة الليثي، عن أبيه، عن أبي هريرة ﵁ مرفوعًا، ولفظه: «لا صلاة لمن لا وضوء له، ولا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه» وهذا إسناد ضعيف، لأمرين:
الأول: جهالة يعقوب بن سلمة الليثي ووالده، وقد ذكر الحافظ أن يعقوب بن سلمة شيخ قليل الحديث، ما روى عنه من الثقات سوى محمد بن موسى بن أبي عبد الله الفطري، وأن أباه مجهول ما روى عنه سوى ابنه (^٢)، وقد ذكره ابن حبان في «الثقات» وقال: (ربما أخطأ) (^٣)، وهذه عبارة عن ضعفه، فإنه قليل الحديث جدًا، كما تقدم.
الثاني: أن في اتصاله نظرًا، فقد قال البخاري: (لا يعرف لسلمة سماع من أبي هريرة، ولا ليعقوب من أبيه) (^٤). اهـ.
وقد وهم الحاكم فقال: (صحيح الإسناد، وقد احتج مسلم بيعقوب بن أبي سلمة الماجشون، واسم أبي سلمة: دينار) (^٥) ووجه الوهم ظَنُّ الحاكم أن يعقوب هو ابن أبي سلمة الماجشون، وليس كذلك، بل هو الليثي، كما تقدم، بإسقاط كلمة (أبي)، قال الذهبي متعقبًا الحاكم: (صوابه الليثي .. وإسناده فيه لين (^٦».
(^١) "الإصابة" (٣/ ١٨٨).
(^٢) "نتائج الأفكار" (١/ ٢٢٥).
(^٣) "الثقات" (٤/ ٣١٧).
(^٤) "التاريخ الكبير" (٤/ ٧٦).
(^٥) "المستدرك" (١/ ١٤٦).
(^٦) إذا قيل في الراوي: فيه لين، فمعناه: أن المتصف بذلك مجروح في حفظه جرحًا لا يخرجه من دائرة الاعتبار بحديثه، ولا يتعدى إلى عدالته.
1 / 218