لَا المَرْفُوعُ وَلَا المَخْفُوضُ، (بِتَقْدِيرِ) حَرْفِ («فِي»، نَحْوُ: «أَمَامَ») فِي قَوْلِكَ: «وَقَفْتُ أَمَامَ زَيْدٍ»، فَـ «أَمَامَ» ظَرْفُ مَكَانٍ، لأَنَّهُ دَلَّ بِالقَصْدِ عَلَى المَكَانِ الَّذِي وَقَعَ فِيهِ الوُقُوفُ. (وَ) مِثْلُهُ: («خَلْفَ»، وَ«قُدَّامَ»، وَ«وَرَاءَ»، وَ«فَوْقَ»، وَ«تَحْتَ»، وَ«عِنْدَ»، وَ«مَعَ»، وَ«إِزَاءَ»، وَ«حِذَاءَ»، وَ«تِلْقَاءَ»، وَ«هُنَا»، وَ«ثَمَّ»، وَمَا أَشْبَهَ ذَلِكَ).
(بَابُ الحَالِ)
(الحَالُ هُوَ: الاسْمُ) لَا الفِعْلُ وَلَا الحَرْفُ، (المَنْصُوبُ) لَا المَرْفُوعُ وَلَا المَخْفُوضُ، (المُفَسِّرُ لِمَا انْبَهَمَ) أَيْ خَفِيَ (مِنَ الهَيْئَاتِ) أَيِ الصِّفَاتِ، (نَحْوُ) «رَاكِبًا» فِي (قَوْلِكَ: «جَاءَ زَيْدٌ رَاكِبًا»)، فَـ «رَاكِبًا» حَالٌ لأَنَّهَا تَفْسِيرٌ لِهَيْئَةِ زَيْدٍ عِنْدَ مَجِيئِهِ، أَيْ: «جَاءَ زَيْدٌ وَهُوَ رَاكِبٌ»، (وَ) مِثْلُهُ: («رَكِبْتُ الفَرَسَ مُسْرَجًا»، وَ«لَقِيتُ عَبْدَ اللهِ رَاكِبًا»)، وَ«هَذَا زَيْدٌ مُنْطَلِقًا»، وَ«عِنْدَكَ عَمْرٌو جَالِسًا»، (وَمَا أَشْبَهَ ذَلِكَ).
(وَلَا يَكُونُ الحَالُ إِلَّا نَكِرَةً) لَا مَعْرِفَةً، (وَلَا يَكُونُ) أَيْضًا (إِلَّا بَعْدَ تَمَامِ الكَلَامِ) لَا قَبْلَهُ، أَيْ بَعْدَ الفِعْلِ وَفَاعِلِهِ، أَوْ بَعْدَ المُبْتَدإِ وَخَبَرِهِ، (وَلَا يَكُونُ صَاحِبُهَا) - أَيِ الَّذِي فُسِّرَتْ هَيْئَتُهُ - (إِلَّا مَعْرِفَةً) لَا نَكِرَةً.
(بَابُ التَّمْيِيزِ)
(التَّمْيِيزُ هُوَ: الاسْمُ) لَا الفِعْلُ وَلَا الحَرْفُ، (المَنْصُوبُ) لَا المَرْفُوعُ وَلَا المَخْفُوضُ، (المُفَسِّرُ لِمَا انْبَهَمَ) أَيْ خَفِيَ (مِنَ الذَّوَاتِ) أَيْ ذَوَاتِ الشَّيْءِ، أَوْ لِمَا خَفِيَ مِنَ النِّسَبِ.
فَتَمْيِيزُ النِّسْبَةِ (نَحْوُ قَوْلِكَ): «عَرَقًا» فِي: («تَصَبَّبَ زَيْدٌ عَرَقًا») لأَنَّ «عَرَقًا» تَفْسِيرٌ لِمَا خَفِيَ مِنْ نِسْبَةِ التَّصَبُّبِ إِلَى زَيْدٍ، أَيْ تَصَبَّبَ شَيْءٌ مِنْ زَيْدٍ، وَهُوَ العَرَقُ،
1 / 39