ويستحب أن يقتصر على دون حقه. وأما اجتماع الرفقة على طعام يجمعونه يوما يوما، فحسن، ولا بأس بأكل بعضهم من بعض إذا وثق بأن أصحابه لا يكرهون ذلك، وإن لم يثق فلا يزيد على قدر حصته. وليس هذا من باب الربا في شيء، فقد صحت الأحاديث في خلط الصحابة رضي الله عليهم أزوادهم (¬1). وعن وحشي بن حرب أن أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قالوا: يا رسول الله، نأكل ولا نشبع؟! قال: "فلعلكم (¬2) تفرقون. قال: فاجتمعوا على طعامكم، واذكروا اسم الله يبارك لكم فيه " (¬3).
العاشر: يستحب التبكير. فقد أخرج أصحاب السنن عن عمارة بن جديد عن صخر الغامدي - رضي الله عنهم - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "اللهم بارك لأمتي في بكورها"، وكان إذا بعث سرية أو جيشا بعثهم من أول النهار. وكان صخر رجلا تاجرا، وكان يبعث تجارته من أول النهار فأثرى وكثر ماله. قال:
(الترمذي): حديث حسن، ولا يعرف لصخر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - غير هذا الحديث.
صفحة ٤٢