118

الغنية في أصول الدين

محقق

عماد الدين أحمد حيدر

الناشر

مؤسسة الكتب الثقافية

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

1406هـ - 1987م

مكان النشر

لبنان

فإن قيل من آكلته السباع أو حرق وفرق رماده كيف يسأل وكيف ترد إليه الروح فيقال له ليس من شرط الحياة بنية مجتمعه ولا جثة كبيرة فإنا نشاهد حيوانات صغيرة الجسم وإذا لم يكن كبر الجسم شرطا والله سبحانه وتعالى يجمع منها جزءا يعلمها ويرد عليه الروح ويتوجه عليه السؤال والعقاب لو أراد معاقبته وليس ذلك بمستحيل

مسألة

الروح أجسام لطيفة يجتمع مع الأجسام المحسوسة والله تعالى أجرى العادة أن الحياة تستمر في الأجسام المحسوسة إذا كانت تلك الأجسام اللطيفة مجتمعة معها وتفارقها الحياة إذا فارقتها تلك الأجسام

وأما الحياة فعرض والأجسام اللطيفة المحسوسة تكون حسية بالحياة وهي صفة تقوم بالجسم لأن الروح توجب الحياة وهذا كما أجرى الله تعالى العادة بظهور الشبع عند الأكل والري عند الشرب والله خالق الري والشبع ولكن يجري العادة يكون ذلك عند الأكل والشرب

ثم الأرواح إذا فارقت الأجسام فما كان من أرواح الموحدين يكون في الجنة في حواصل طير خضر وما كان من أرواح الأشقياء يهبط بها إلى سجين كما ورد به الأخبار والآثار وليس للعقل في هذا مجال

صفحة ١٦٥