الغارة السريعة لرد الطليعة
تصانيف
وهكذا حكاه في كنز العمال ( ج 15 ص 129 ) ثم بعد ذكر كلام الترمذي في هذا الحديث، قال: وقال ابن جرير: هذا خبر عندنا صحيح سنده، وكذا حكاه ابن الأمير في شرح التحفة العلوية ( ص 137 )، وقال هناك: وقال الحافظ السيوطي: وقد كنت أجبت بهذا الجواب، يعني أنه من قسم الحسن دهر إلى أن وقفت على تصحيح ابن جرير، لحديث علي في تهذيب الآثار، مع تصحيح الحاكم لحديث ابن عباس، فاستخرت الله تعالى، وجزمت بارتقاء الحديث إلى رتبة الصحة. انتهى.
وقد مر الكلام في ذكر من صحح الحديث في الجواب عن رياض مقبل.
وفي الروض النضير ( ج 1 ص 402 ) قال الشارح رحمه الله أي السيد أحمد بن يوسف الحديثي الذي وصفه صاحب الروض بالاجتهاد في علم الجرح والتعديل: ومحمد بن عمر الرومي، المذكور في حديث الترمذي السابق، قال فيه الذهبي في الكاشف: ضعفه أبو داود وقواه غيره، واقتصر في الميزان على تضعيفه.
قلت: بل قد أشار إلى قوته، وأنه في درجة إسماعيل بن موسى أو شريك، لأنه قال في ترجمته قال أبو زرعة فيه: لين. وقال أبو داود: ضعيف، وقد روى عنه البخاري في غير صحيحه، وأخرج الترمذي، عن إسماعيل بن موسى الفزاري، عن محمد بن عمر الرومي، عن شريك حديث: (( أنا دار الحكمة وعلي بابها )) فما أدري من وضعه ؟! انتهى.
فدل هذا على قوة محمد بن عمر، بالنسبة إلى إسماعيل وشريك، لأنه لو كان ساقطا عند الذهبي لما تردد في تعيين من وضعه بزعمه، ولكان هو الأولى بالحمل عليه بلا تردد.
صفحة ١٤٦