انتكاس صورته من حضرة خاصة ، وقد تعطيه عين (1) ما يظهر (1) منها فتقابل اليمين منها اليمين من الرائي، وقد(2) يقابل اليمين اليسار وهو الغالب في المرايا بمنزلة العادة في العموم : وبخرق العادة يقابل اليمين: اليمين ويظهر الانتكاس . وهذا كله من أعطيات حقيقة الحضرة المتجلى فيها التي (15-ب) أنزلناها منزلة المرايا . فمن عرف استعداده عرف قبوله ، وماكل من عرف قبوله يعرف استعداده إلا بعد القبول، وإن كان يعرفه مجملا . إلا أن بعض أهل النظر من أصحاب العقول الضعيفة يرون أن الله ، لما ثبت عندهم أنه فعال ما يشاء ، جوزوا على الله تعالى ما يناقض الحكمة وما هو الأمر عليه في نفسه .
ولهذا عدل بعض النظار (3) إلى نفي الإمكان وإثبات الوجوب (4) بالذات وبالغير . والمحقق يثبت الإمكان ويعرف حضرته ، والممكن ما هو الممكن ومن أين هو ممكن وهو بعينه واجب بالغير ؛ ومن أين صح عليه اسم الغير الذي اقتضى له الوجوب . ولا يعلم هذا التفصيل إلا العلماء بالله خاصة.
وعلى قدم شيث (5) يكون آخر مولود يولد من هذا النوع الإنساني . وهو حامل أسراره ، وليس بعده ولد في هذا النوع . فهو خاتم الأولاد . وتولد معه أخت له فتخرج قبله ويخرج بعدها يكون(6) رأسه عند رجليها . ويكون مولده بالصين ولغته لغة أهل(17) بلده . ويسري العقم في الرجال والنساء فيكثر النكاح من غير ولادة ويدعوهم إلى الله فلا يجاب . فإذا قبضه الله تعالى وقبض مؤمني زمانه بقي من بقي مثل البهائم لا يحلون حلالا ولا يحرمون حراما يتصرفون بحكم الطبيعة (16 -1) شهوة مجردة عن العقل والشرع فعليهم تقوم الساعة.
صفحة ٦٧