ما ذهبنا إليه في فضل عمر في أسارى بدر بالحكم(1) فيهم ؛ وفي تأبير النخل . فما يلزم الكامل أن يكون له التقدم في كل شيء وفي كل مرتبة ، وإنما نظر الرجال إلى التقدم في رتبة العلم بالله : هنالك مطلبهم . وأما حوادث الأكوان فلا تعلق لخواطرهم بها، فتحقق ما ذكرناه. ولما مثل النبي صلى الله عليه وسلم النبوة بالحائط من اللبن وقد كمل سوى موضع لبنة ، فكان صلى الله عليه وسلم (12 -ب) تلك اللبنة . غير أنه صلى الله عليه وسلم لا يراها كما قال لبنة واحدة . وأما خاتم الأولياء فلا بد له من هذه الرؤيا ، فيرى ما مثله به رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ويرى في الحائط موضع لبنتين (2) ، واللبن من ذهب وفضة. فيرى اللبنتين اللتين (3) تنقص الحائط عنهما وتكمل بهما لبنة ذهب ولبنة فضة. فلا بد أن يرى نفسه تنطبع في موضع تينك اللبنتين، فيكون خاتم الأولياء تينك اللبنتين. فيكمل الحائط . والسبب الموجب لكونه رآها(4) لبنتين انه تابع لشرع خاتم الرسل في الظاهر وهو موضع اللبنة الفضة(5)، وهو ظاهره وما يتبعه فيه من الأحكام ، كما هو آخذ عن (6) الله في السر ما هو بالصورة الظاهرة :7) متبع فيه ، لأنه يرى الأمر على ما هو عليه ، فلا بد أن يراه هكذا وهو موضع اللبنة الذهبية في الباطن ، فإنه أخذ من المعدن الذي يأخذ منه الملك الذي يوحي (8) به إلى الرسول . فإن فهمت ما أشرت به فقد حصل لك العلم النافع بكل شيء (9) . فكل نبي من لدن آدم إلى آخر نبي ما منهم أحد يأخذ إلا من مشكاة خاتم النبيين ، وإن (13 -1) تأخر
صفحة ٦٣