166

المحتضر حتى لا يلحق به . فآمن بالذي آمنت به بنو إسرائيل على التيقن (1).

بالنجاة ، فكان كما تيقن لكن على(2) غير الصورة التي أراد . فنجاه الله من عذاب الآخرة في نفسه ، ونجى بدنه كما قال تعالى "فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية " ؛ لأنه لو غاب بصورته ربما قال قومه احتجب. فظهر بالصورة المعهودة ميتأ ليعلم أنه هو . فقد عمته النجاة حسا ومعنى . ومن حقت عليه كلمة العذاب الأخروي لا يؤمن ولو جاءته كل آية حتى يروا (3) العذاب الأليم أي يذوقوا العذاب الأخروي . فخرج فرعون من هذا الصنف . هذا هو الظاهر الذي ورد به القرآن . ثم إنا نقول بعد ذلك : والأمر فيه إلى الله ، لما استقر في نفوس عامة الخلق من شقائه ، وما لهم نص(4) في ذلك يستندون إليه . وأما آله فلهم حكم آخر ليس هذا موضعه . ثم لتعلم أنه ما يقبض الله أحدا إلا وهو ومؤمن أي مصدق بما جاءت به الأخبار الإلهية : وأعني (101 -1) من المحتضرين : ولهذا يكره موت الفجاءة وقتل الغفلة . فأما موت الفجاءة فحده أن يخرج النفس الداخل ولا يدخل النفس الخارج. فهذا موت الفجاءة . وهذا غير المحتضر . وكذلك قتل الغفلة بضرب عنقه من ورائه وهو لا يشعر : فيقبض على ما كان عليه من إيمان أو كفر. ولذلك قال عليه السلام "ويحشر على ما عليه مات(5) كما أنه يقبض على ما كان عليه . والمحتضر ما يكون إلا صاحب شهود، فهو صاحب إيمان بما ثمة(6). فلا يقبض إلا على ما كان عليه ، لأن "كان" حرف وجودي(7) لا ينجر معه الزمان إلا بقرائن الأحوال: فيفرق بين الكافر المحتضر في الموت وبين الكافر المقتول غفلةأوالميت فجاءة كما قلنا في حد الفجاءة . وأما حكمةالتجلي والكلام

صفحة ٢١٢