105

16 - فص حكمة رحمانية في كلمة سليمانية

إنه * يعني الكتاب " من سليمان ؛ وإنه * أي مضمون الكتاب " بسم الله الرحمن الرحيم * . فأخذ بعض الناس في تقديم اسم سليمان على اسم الله تعالى ولم يكن كذلك. وتكلموا في ذلك بما لا ينبغي مما لا يليق بمعرفة سليمان عليه السلام بربه . وكيف يليق(1) ما قالوه(2) وبلقيس تقول فيه "ألقي إلي كتاب كريم أي يكرم عليها (3) . وإنما حملهم على ذلك ربما تمزيق كسرى كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ وما مزقه حتى قرأه كله وعرف مضمونه . فكذلك كانت تفعل بلقيس لو لم توفق لما وفقت له . فلم يكن يحمي الكتاب عن الاحراق لحرمة(4) صاحبه تقديم اسمه عليه السلام على اسم الله عز وجل ولا تأخيره. (1-64) فأتى سليمان بالرحمتين: رحمة الامتنان ورحمة الوجوب اللتان هما الرحمن الرحيم ا فامتن بالرحمن وأوجب بالرحيم . وهذا الوجوب من الامتنان. فدخل الرحيم في الرحمن دخول تضمن. فإنه (5) كتب على نفسه الرحمة سبحانه ليكون ذلك للعبد بما ذكره الحق من الأعمال التي يأتي بها هذا العبد ، حقا على الله تعالى أوجبه له ا على نفسه يستحق بها هذه الرحمة - أعني رحمة الوجوب. ومن كان من العبيد بهذه المثابة فإنه يعلم من هو العامل منه . والعمل مقسم على ثمانية أعضاء من الإنسان.

اوقد أخبر الحق أنه تعالى هوية كل عضو منها، فلم يكن العامل غير الحق، والصورة

صفحة ١٥١