============================================================
ومهما يكن من أمر فقد حاولت هذه الدراسة أن تكشف عن نحو ابن معطى، وعن طرائقه فى التأليف .
ولقد اختلفت مصنفات النحويين قبل ابن معطى شرعة ومنهاجا: فجاء امامها "الكتاب" على أبواب، وعالج بعضها مسائل بعينها، يدعو إليها الاستطرادويحكمها التداعى، وخلص بعضها الآخر للعلل والأصول، ثم شغل الناس رمن قبل ومن بعد بالخلاف بين البصريين والكوفيين، وظلت مسائل النعو مبعثرة بعيدة الجنى عسيرة المتناول .
وحين أظل القرن السادس- الذى عاش فيه ابن معطى - كانت مسائل النحو
قد أشبعت درسا وتمئلا وتعليلا ، ولم يبق إلا المصنف البارع الذى يجيد صياغة هذا الموروث الضخم ليفيد منه المبتدى * والمنتهى على السواء.
ولقد شهدت نهاية القرن السادس وأوائل القرن السابع ظهور ثلاثة من الرجال، حملوا هذه الأمانة وقاموا بهذا الواجب، حيث بسطوا قواعد النعو و بؤبوا مسائله وفصلوا فروعه: ابن معط، وابن الحاجب ؛ وابن مالك، وعلى شروح هؤلاء الرجال استوى النحو العربئ على سوقه .
وقد كان لصاحبنا ابن معط فضل الرآيادة فى هذا اللون الميسر المنظم من التأليف، حين صنع كتابيه : "الألفية والفصول" ، وعلى وقع خطواته سار ابن الحاجب، واين مالك ، لكن هذين أخملا ذكر الرجل، كما أخمل - من قبل - أبو على الفارسى وتلهيذه ابن جنى ذكر أبى القاسم الزجاجى(1) .
1) وقد اخترت مع دراسة ابن سطى تحقيق كتابه : "الفصول الخسين) .
(1) ينظر مقدمة تحقيق مجالس اللحاء (د) والايضاح فى علل النخو ص وكلاهما ازجاچى:
صفحة ٦