ورواه ابن عمر [36] أخبرنا أبو الحسن أحمد بن الحسن بن أيوب النقاش ، حدثنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن سلام ، حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي ، أخبرنا مروان بن معاوية الفزاري ، حدثنا عمر بن حمزة العمري ، عن سالم بن عبد الله بن عمر ، عن أبيه ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " من استطاع منكم أن يكون مثل صاحب فرق الأرز ، فليكن مثله " ، قالوا : يا رسول الله ، وما كان صاحب فرق الأرز ؟ قال : " خرج ثلاثة نفر يمشون ، فغيمت السماء عليهم ، فدخلوا في غار ، فجاءت صخرة ، فطبقت عليهم باب الغار ، فعالجوها ، فإذا صخرة ممتنعة ، فقال بعضهم لبعض : وقعنا في أمر عظيم يا قوم ، تعالوا ، فليدع كل واحد منا بأحسن ما كان يعمل ، لعل الله أن ينجينا فقال أحدهم : اللهم ، إنك تعلم أنه كان لي أبوان شيخان كبيران ، فكنت أحلب حلابهما ، فأجيء به ، فوجدتهما قد ناما ، فكرهت أن أوقظهما من نومتهما ، أو أبدأ بأحد قبلهما ، وصبيتي يتضاغون حولي ، فأكون كذلك حتى يسطع عمود الصبح ، فإن كنت فعلت ذلك ابتغاء مرضاتك ، فافرج عنا فتحركت الصخرة ، قال : وقال الثاني : اللهم ، إنك تعلم أنه كانت لي ابنة عم ، ولم يكن شيء فيه الروح أحب إلي منها ، فسمتها نفسها ، فقالت : لا والله ، دون مئة دينار ، فجمعتها ، ثم جلست منها مجلس الرجل ، فقالت : اتق الله ، ولا تفض الخاتم إلا بحقه ، فقمت عنها ، فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء مرضاتك فافرج عنا ، فراثت الصخرة حتى بدت لهم السماء ، وقال الثالث : اللهم ، إنك تعلم أني كنت استأجرت أجيرا بفرق من أرز حتى إذا كان عند المساء عرضت عليه أجره ، فلم يأخذه ، وانطلق وتركني ، فخرجت ، فاتجرت في أجره حتى اشتريت له بقرا وراعيها ، فلقيني بعد حين ، فقال : اتق الله ، وأعطني أجري ، فقلت : خذ هذا البقر وراعيها ، فقال : اتق الله وأعطنيه ، ولا تسخر بي ، فقلت : لست أسخر بك ، إنما هي أجرك ، فانطلق ، فاستقها ، وراعيها ، فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء مرضاتك ، فافرج عنا ، فتدحرجت الصخرة ، فخرجوا يمشون "
صفحة ٨٠