رب تمم بالخير
أخبرنا الشيخ الإمام العالم العامل ، بقية السلف ، عماد الدين أبو علي الحسين بن محمود بن محمد الصالحاني - أبقاه الله - قراءة عليه وأنا أسمع بمسجد أخيه يحيى بباب السلام بمحروسة شيراز سنة تسع وخمسين وست مئة قال : أنا والدي الإمام العالم المتحقق المتبحر : سعد الدين ناصر السنة ذو البيانين أبو القاسم محمود بن محمد بن الحسين بروايته عن القاضي أبي رشيد عبد الله ، عن أبي العباس أحمد بن عبد الغفار بن أحمد بن علي أشنة قال : أنا الشيخ أبو سعيد محمد بن علي بن عمرو بن مهدي النقاش الحنبلي - رحمه الله - قرئ عليه في شهر ربيع الآخر سنة أربع عشرة وأربع مئة قال : الحمد لله الذي لم يجر في أرضه إلا ما قدر من عجائب صنعه ، وصلى الله على من اختار لنبوته من رسالته ، وعلى من نصره وآواه
صفحة ٢٣
حديث ما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم من كلام الذئب وفيه دلالة
لنبوته عليه السلام
[1 ] أخبرنا يعقوب بن محمد بن صالح الكريزي ، حدثنا أبو سليمان محمد بن يحيى بن المنذر القزاز ، حدثنا سعيد بن عامر ، حدثنا محمد بن عمرو ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة ، رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " حدثوا عن بني إسرائيل ، ولا حرج " *
بينا رجل يسوق بقرة ، إذا أعيى فركبها ، فالتفتت إليه ، فقالت : يا هذا إنا لم نخلق لهذا إنما خلقنا لحراثة الأرض " . فقال الناس : سبحان الله ، سبحان الله ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " فإني آمنت بما قال الثور أنا ، وأبو بكر ، وعمر " . رضي الله عنهما ، وليسا في القوم ، فقال الناس : آمنا بما آمن به رسول الله صلى الله عليه وسلم *
وبينا رجل في غنم له ، إذ جاء الذئب فأخذ منها شاة ، فسعى خلفه حتى انتزعها منه ، فأقبل الذئب وأقعى على ذنبه ، وقال : يا هذا ، أما تتقي الله ؟ تنزع مني رزقا رزقنيه الله ؟ " فقال الناس : سبحان الله ، سبحان الله ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " فإني آمنت به أنا ، وأبو بكر ، وعمر " . رضي الله عنهما ، وليسا في القوم ، فقال الناس : آمنا بما آمن به رسول الله صلى الله عليه وسلم *
صفحة ٢٥
[2] أخبرنا محمد بن أحمد بن محرم ، حدثنا الحارث بن محمد ، حدثنا يزيد بن هارون ، ح وحدثنا أبو عمرو محمد بن أحمد الحيري ، حدثنا مسدد بن قطن ، حدثنا أحمد بن إبراهيم ، حدثنا يزيد بن هارون ، أخبرنا محمد بن عمرو ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " حدثوا عن بني إسرائيل ، ولا حرج " *
بينا رجل يسوق بقرة فأعيى فركبها ، فالتفتت إليه ، فقالت : إني لم أخلق لهذا ، إنما خلقت لحراثة الأرض " . فقال من حول رسول الله صلى الله عليه وسلم : سبحان الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " فإني آمنت به أنا ، وأبو بكر ، وعمر " . وليسا في المجلس ، فقال القوم : فإنا آمنا بما آمن به رسول الله صلى الله عليه وسلم " *
قال : " وبينما رجل يسوق غنما له عدا الذئب عليه فأخذ شاة ، فاتبعه يطلبه ، فالتفت إليه الذئب فقال : من لها يوم السبع ، يوم لا راع لها غيري " . فقال من حول رسول الله صلى الله عليه وسلم : سبحان الله سبحان الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " آمنت به أنا ، وأبو بكر ، وعمر " . وليسا في المجلس ، فقال القوم : وإنا آمنا بما آمن به رسول الله صلى الله عليه وسلم "
صفحة ٢٦
[3] وأخبرنا أبو عمرو الحيري ، حدثنا أبو خبيب البرتي ، حدثنا عبد الحميد بن سان ، حدثنا خالد بن عبد الله ، عن محمد بن عمرو ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة ، رضي الله عنه ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، مثله *
صفحة ٢٧
[4] أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي ، حدثنا أبو شيخ محمد بن الحسين الأصبهاني ، حدثنا يحيى بن حبيب ، حدثنا حسان يعني ابن سياه ، عن محمد بن عمرو ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة ، رضي الله عنه ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج " *
بينما رجل يسوق بقرة إذ أعيى فركبها ، فالتفتت إليه فقالت : إنا لم نخلق لهذا ، إنما خلقنا لحراثة الأرض " . فقال من حول رسول الله صلى الله عليه وسلم : سبحان الله سبحان الله فقال رسول الله : " فإني آمنت به أنا ، وأبو بكر ، وعمر " . وليسا في المجلس . فقال من حول رسول الله صلى الله عليه وسلم : فإنا آمنا بما آمن به رسول الله صلى الله عليه وسلم *
قال " وبينما رجل يسوق غنما عدا الذئب فأخذ شاة منها ، فطلبه الرجل فقال : من لها يوم السبع ، يوم ليس لها راع غيري " . قال محمد بن عمرو يوم السبع : يوم القيامة ، فقال من حول رسول الله صلى الله عليه وسلم : سبحان الله ، سبحان الله قال : " فإني آمنت به أنا وأبو بكر وعمر " ، وليسا في المجلس . فقال من حول رسول الله صلى الله عليه وسلم : فإنا آمنا بما آمن به رسول الله صلى الله عليه وسلم *
صفحة ٢٨
[5] أخبرنا أبو سهل بشر بن أحمد ، أخبرنا الحسن بن سفيان ، حدثنا قتيبة بن سعيد ، حدثنا إسماعيل بن جعفر ، عن محمد بن عمرو ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة ، رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " بينما رجل يسوق بقرة إذا أعيى فركبها ، فقالت : إنا لم نخلق لهذا إنما خلقنا لحراثة الأرض " . فقال من حوله : سبحان الله سبحان الله فقال : " إني آمنت به أنا ، وأبو بكر ، وعمر " . وليسا في المجلس . قال من حوله : آمنا بما آمن به رسول الله صلى الله عليه وسلم " *
قال : " وبينما رجل يسوق شاة عدا الذئب عليها ، فأخذها ، فطلبه , فقال : فمن لها يوم السبع يوم ليس لها راع غيري " . فقال من حوله : سبحان الله قال : " فإني آمنت به أنا ، وأبو بكر ، وعمر " . وليسا في المجلس . قال من حوله : آمنا بما آمن به رسول الله صلى الله عليه وسلم " *
صفحة ٢٩
[6] أخبرنا أحمد بن جعفر بن مالك ، حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدثنا أبي ، حدثنا محمد ، حدثنا شعبة ، عن سعد بن إبراهيم ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة ، رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " بينما رجل راكب على بقرة التفتت إليه ، فقالت : إني لم أخلق لهذا ، إنما خلقت للحراثة " . قال : " فآمنت به أنا ، وأبو بكر ، وعمر " . رضي الله عنهما قال : " وأخذ الذئب شاة ، فتبعها الراعي ، فقال الذئب : من لها يوم السبع ، يوم لا راعي لها غيري ؟ فآمنت به أنا ، وأبو بكر ، وعمر " . رضي الله عنهما قال أبو سلمة : وما هما يومئذ في القوم [7 ] وأخبرناه أبو سهل بشر بن أحمد ، حدثنا الحسن بن سفيان ، حدثنا محمد بن محمد بن جعفر ، حدثنا شعبة ، عن سعد بن إبراهيم ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة ، رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " بينما رجل راكب على بقرة التفتت إليه " . فذكر مثله سواء *
صفحة ٣١
[8 ] أخبرنا أبو سهل , حدثنا الحسن بن سفيان ، حدثنا محمد بن يحيى ، حدثنا أبو صالح ، حدثني الليث ، حدثني عقيل ، عن ابن شهاب ، أخبرني ابن المسيب ، وأبو سلمة : أنهما سمعا أبا هريرة ، يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " بينما راع في غنمه عدا عليه الذئب ، فأخذ منها شاة ، فطلبه الراعي حتى استنقذها منه ، فالتفت إليه الذئب ، فقال له : فمن لها يوم السبع أو يوما ليس لها راع غيري " . فقال الناس : سبحان الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " فإني أؤمن بذلك ، وأبو بكر ، وعمر " *
صفحة ٣١
[9] أخبرنا أحمد بن جعفر بن مالك ، حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدثنا أبي ، حدثنا عبد الرزاق ، أخبرنا معمر ، عن أشعث بن عبد الله ، عن شهر بن حوشب ، عن أبي هريرة ، قال : " جاء ذئب إلى راعي الغنم ، فأخذ منها شاة ، فطلبه الراعي حتى انتزعها منه قال : فصعد الذئب على تل فأقعى واستنفر ، وقال : عمدت إلى رزق رزقنيه الله ، انتزعته مني " . فقال الرجل : تالله إن رأيت كاليوم ذئبا يتكلم فقال الذئب : أعجب من هذا رجل في النخلات بين الحرتين يخبركم بما مضى ، وبما هو كائن بعدكم ، وكان الرجل يهوديا ، فجاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأسلم ، وخبره ، فصدقه النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم : " إنها أمارة من أمارات بين يدي الساعة ، قد أوشك الرجل أن يخرج فلا يرجع حتى تحدثه نعلاه وسوطه ما أحدث أهله بعده " *
صفحة ٣١
[10] أخبرنا أبو عمرو سعيد بن عبد الله بن أبي عثمان ، حدثنا أبو جعفر محمد بن الحسن الصوفي ، حدثنا أبو البختري عبد الله بن محمد بن شاكر ، حدثنا أبو داود الحفري ، حدثنا سفيان ، عن أبي الزناد ، عن عبد الرحمن ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " بينما رجل يسوق بقرة ، فأراد أن يركبها ، فالتفتت إليه ، فقالت : إنا لم نخلق لهذا ، إنما خلقنا للحرث " *
صفحة ٣٣
[11] أخبرنا إبراهيم بن عبد الله القصار ، حدثنا الحسن بن الصاحب ، حدثنا الربيع بن سليمان ، حدثنا شعيب بن الليث ، حدثنا أبي ، عن عقيل ، عن ابن شهاب ، عن سعيد ، وأبي سلمة ، عن أبي هريرة ، قال : انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم من الصلاة ، فأقبل على أصحابه ، قال : " بينما رجل يسوق بقرة بدا له أن يركبها ، فأقبلت عليه فقالت : إنا لم نخلق لهذا " *
صفحة ٣٥
[12] أخبرنا سليمان بن أحمد بن أيوب ، حدثنا بكر بن سهل ، حدثنا عبد الله بن يوسف التنيسي ، حدثنا الليث بن سعد ، عن عقيل ، عن الزهري ، عن سعيد بن المسيب ، وأبي سلمة بن عبد الرحمن ، عن أبي هريرة ، رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " بينما رجل يحمل على بقرة حملا إذ التفتت إليه فقالت : إنا لم نخلق لهذا ، إنما خلقنا للحرث " . فقال الناس : سبحان الله بقرة تتكلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " فإني أؤمن بذلك أنا وأبو بكر وعمر ، وليسا في القوم " *
صفحة ٣٥
[13] أخبرنا أبو أحمد محمد بن أحمد بن إبراهيم ، حدثنا محمد بن أيوب بن يحيى بن الضريس ، حدثنا أحمد بن شبيب بن سعيد ، حدثنا أبي ، عن يونس بن يزيد ، عن ابن شهاب ، عن أبي سلمة ، وسعيد بن المسيب ، عن أبي هريرة ، رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " بينما رجل في غنم عدا عليه الذئب ، فأخذ منها شاة ، فطلبه الراعي حتى استنقذها منه ، فالتفت إليه الذئب فقال : من لها يوم السبع ، يوم لا راع لها غيري ؟ " فقال الناس : سبحان الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " فإني أؤمن بذلك أنا وأبو بكر وعمر " *
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " بينما رجل يسوق بقرة قد حمل عليها ، فالتفتت إليه البقرة ، فقالت : إني لم أخلق لهذا ، إنما خلقت للحرث " فقال الناس : سبحان الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " فإني أؤمن بذلك أنا وأبو بكر وعمر " *
صفحة ٣٧
[14] أخبرنا أبو الحسن أحمد بن الحسن بن أيوب ، حدثنا عبد الله بن محمد بن سلام ، أخبرنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي ، أخبرنا عبد الرزاق ، أخبرنا معمر ، عن الأشعث بن عبد الله الحداني ، عن شهر بن حوشب ، عن أبي هريرة ، قال : جاء ذئب إلى راعي غنم ، فأخذ منها شاة ، فطلبه الراعي ، فانتزعها منه ، فصعد الذئب على تل فأقعى واستنفر ، وقال : عمدت إلى رزق رزقنيه الله أخذته فانتزعته مني فقال الرجل : تالله إن رأيت كاليوم ذئبا يتكلم فقال الذئب : أو أعجب من ذلك ، رجل بين النخلات بين الحرتين ، يخبركم بما مضى وما هو كائن بعدكم . قال : وكان الرجل يهوديا ، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره ، فأسلم ، فصدقه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال : " إنها أمارة من أمارات بين يدي الساعة ، قد أوشك الرجل أن يخرج ثم يرجع ، فيحدثه نعلاه وسوطه بما أحدث بعده أهله " *
صفحة ٣٨
[15] أخبرنا أبو محمد ، حدثنا موسى بن إسحاق ، ومحمد بن عبد الله بن رستة ، واللفظ له قالا : حدثنا شيبان بن فروخ ، حدثنا القاسم بن الفضل ، حدثنا أبو نضرة ، عن أبي سعيد الخدري ، قال : " بينما راع يرعى بالحرة شاء ، إذ انتفز ذئب شاة من شائه ، فحال الراعي بين الذئب والشاة ، فأقعى الذئب على ذنبه ، ثم قال للراعي : ألا أحدثك بأعجب شيء رسول الله بين الحرتين يحدث الناس بأنباء ما قد سبق ، فساق الراعي الشاء حتى انتهى إلى المدينة ، فزواها في زاوية من زواياها ، ثم دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فحدثه بما قال الذئب ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " صدق الراعي ، ألا من أشراط الساعة كلام السباع الإنس ، والذي نفسي بيده لا تقوم الساعة حتى تكلم السباع الإنس ، ويكلم الرجل شراك نعله وعذبة سوطه ، وتخبره فخذه بما فعل أهله بعده " *
صفحة ٣٨
حديث مورق
[16] حدثنا أبو بكر الشافعي ، حدثني محمد بن بشر بن مطر ، حدثنا محمد بن حميد ، حدثنا عبد الرحمن بن مغراء ، وسليمان بن يزيد ، عن المفضل بن فضالة ، عن بكر بن عبد الله المزني ، حدثنا أنس بن مالك ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " كان فيمن سلف من الأمم رجل يقال له : مورق ، وكان متعبدا ، فبينما هو قائم في صلاته إذ ذكر النساء ، فاشتهاهن ، وانتشر حتى قطع صلاته ، فغضب فأخذ قوسه فقطع وترها وعقده بخصيتيه ، وشده إلى عقبيه ، ثم مد رجليه فانتزعهما ، ثم أخذ طمريه ونعليه حتى أتى أرضا لا أنيس بها ولا وحش ، فاتخذ عريشا ، ثم جعل يصلي ، فجعل كلما أصبح انصدعت له الأرض ، فخرج له خارج منها معه طعام في إناء ، فأكله حتى شبع ، ثم يدخل فيخرج له خارج بإناء فيه شراب فيشرب حتى يروى ، ثم يدخل وتلتئم الأرض ، فإذا أمسى فعل مثل ذلك ، ومر أناس قريبا منه ، فأتاه رجلان من القوم ، فمرا عليه من تحت الليل ، فسألاه عن قصدهما ، فمد لهما بيده ، وقال : هذا قصدكما حيث تريدان ، فسارا غير بعيد ، ثم قالا أحدهما لصاحبه : ما يسكن هذا الرجل ها هنا أرضا لا أنيس بها ولا وحش ، لو رجعنا حتى نعلم علمه حقا له ، فقالا له : يا عبد الله ، ما يقيمك ها هنا بأرض لا أنيس بها ولا وحش ؟ قال : امضيا لشأنكما ودعاني . فأبيا وألحا عليه ، قال : فإني مخبركما على أن من كتمه منكما أكرمه الله في الدنيا والآخرة ، ومن أظهر علي منكما أهانه الله في الدنيا والآخرة . قالا : نعم . قال : انزلا . فلما أصبحا خرج من الأرض مثل الذي كان يخرج من الطعام ومثلاه معه ، حتى أكلوا وشبعوا ، ثم دخل فأخرج إليهم شرابا في إناء مثل الذي كان يخرج إليه كل يوم ومثليه معه ، فشربوا حتى رووا ، ثم دخل فالتأمت الأرض ، فنظر أحدهما إلى صاحبه فقال : ما يعجلنا هذا الطعام والشراب ، وقد علمنا سمتنا في الأرض ، امكث إلى العشي فمكثا ، فخرج إليهما بالعشي من الطعام والشراب مثل الذي خرج أول النهار ، فقال أحدهما لصاحبه : امكث بنا حتى نصبح ، فمكثا ، فلما أصبحا خرج إليهما مثل ذلك ، ثم ركبا فانطلقا ، فأما أحدهما فلزم باب الملك حتى كان من خاصته وسماره ، وأما الآخر فأقبل على تجارته وعمله ، وكان ذلك الملك لا يكذب أحد في زمانه من أهل مملكته كذبة فعرف إلا صلبه ، فبينا هو ليلة في السمر يحدثونه مما رأوا من العجائب ، أنشأ ذلك الرجل ، فحدث الملك فقال : ما سمعت بأعجب منه قط ، فحدث فقال : لأحدثنك أيها الملك ، فحدثه بحديث الرجل الذي رأى من أمره ، فقال الملك : ما سمعت بكذب قط أعظم من هذا ، والله لتأتين على ما قلت ببينة أو لأصلبنك . قال : بينتي فلان . قال : رضا ، إيتوني به ، فلما أتاه ، فقال الملك : إن هذا حدثني أنكما مررتما برجل من أمره كذا وكذا ، فقال الرجل : أيها الملك ، ولست تعلم أن هذا كذب ، وهذا ما لا يكون لو حدثتك بهذا كان عليك في الحق أن تصلبني قال : صدقت وبررت " قال النبي صلى الله عليه وسلم : " فأدخل الذي كتم عليه في خاصته وسمره ، وأمر بالآخر فصلب " فقال النبي صلى الله عليه وسلم : فأما الذي كتم عليه منهما فأكرمه الله في الدنيا والآخرة " ثم نظر إلى ثمامة بن عبد الله بن أنس فقال : يا أبا المثنى ، سمعت جدك يحدث بهذا الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : نعم *
صفحة ٤٠
حديث آخر
[17] أخبرنا أبو محمد عبد الله بن الحسن بن بندار ، حدثنا أبو نصر الهيثم بن بشر ، حدثنا سهل بن عثمان ، حدثنا وكيع ، عن الربيع بن سعد ، عن عبد الرحمن بن سابط ، عن جابر بن عبد الله ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " حدثوا عن بني إسرائيل فإنه كانت فيهم الأعاجيب " *
قال : ثم أنشأ يحدث قال : " خرجت طائفة من بني إسرائيل فقالوا : لو أتينا مقبرتنا ، وصلينا ، ودعونا الله عز وجل يخرج إلينا رجلا ممن قد مات نسأله عن الموت قال : فصلوا ودعوا قال : فإذا رجل خلاسي بين عينيه أثر السجود ، وقد أطلع رأسه من قبره ، فقال : يا هؤلاء ، ما أردتم إلي ، لقد مت من مئة عام فما سكنت عني حرارة الموت حتى كان الآن ، أدعو الله عز وجل أن يعيدني كما كنت " *
صفحة ٤٣
[18] وأخبرنا أبو أحمد القاضي محمد بن أحمد بن إبراهيم ، حدثنا جعفر بن أحمد بن فارس ، حدثنا محمد بن النعمان ، حدثنا وكيع ، حدثنا الربيع بن سعد الجعفي ، حدثنا عبد الرحمن بن سابط ، حدثنا جابر ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج ، فإنه كانت فيهم الأعاجيب " *
إن نفرا من بني إسرائيل خرجوا يمشون في الأرض ويذكرون ، حتى مروا على مقبرة ، فقال بعضهم لبعض : تعالوا ندع الله أن يخرج لنا رجلا من أهل القبور ، نسأله عن الموت ، فدعوا ، فخرج إليهم رجل خلاسي : بين عينيه أثر السجود ، فقال : يا قوم ، ما أردتم إلي ، لقد ركبتم مني أمرا عظيما ، قالوا : دعونا الله أن يخرج لنا رجلا من أهل القبور نسأله عن طعم الموت كيف هو ؟ فقال : لقد وجدت طعم الموت قال الربيع أو حر الموت مئة عام ، فدعوتم الله عز وجل وقد سكن عني ، فادعوا الله أن يعيدني كما كنت ، فدعوا الله فأعاده " *
صفحة ٤٤
[19] أخبرنا أبو الحسن علي بن عيسى الماليني ، وأبو عمر بن حمدان ، قالا : حدثنا الحسن بن سفيان ، حدثنا الترجماني بن إسماعيل ، حدثنا شعيب بن صفوان ، عن عطاء بن السائب ، عن أبيه ، عن عبد الله بن عمرو ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إن كلبة كانت في بني إسرائيل مجحا ، فضاف أهلها ضيفا ، فقالت : لا أنبح لضيفنا " . قال : " فعوى جروها في بطنها " . قال : " فسألوا ، فأوحي إلى رجل منهم أن مثل هذه الكلبة مثل قوم يأتون من بعدكم يستعلي سفهاؤها حلماءها " *
صفحة ٤٥
ذكر ما قال النبي صلى الله عليه وسلم لمهاجرة البحر : " حدثوني
بأعجب ما رأيتم "
[20] أخبرنا أبو الحسن أحمد بن الحسن بن أيوب النقاش ، حدثنا محمد بن أحمد بن البراء ، حدثنا سعيد بن سويد ، حدثنا يحيى بن سليم ، عن عبد الله بن عثمان بن خثيم ، عن أبي الزبير ، عن جابر ، قال : لما رجعت مهاجرة البحر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ألا تحدثوني بأعجب ما رأيتم بأرض الحبشة ؟ " قال فتية منهم : يا رسول الله ، بينما نحن جلوس إذ مرت علينا عجوز من عجائز رهبانيتهم ، تحمل على رأسها قلة من ماء ، فمرت بفتى منهم ، فجعل إحدى يديه بين كتفيها ، ثم دفعها فخرت على ركبتيها ، فانكسرت قلتها ، فلما ارتفعت التفتت إليه ، فقالت : سوف تعلم يا غدر إذا وضع الله عز وجل الكرسي ، وجمع الأولين والآخرين ، وتكلمت الأيدي والأرجل بما كانوا يكسبون ، سوف تعلم كيف أمري وأمرك . قال : يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : " صدقت ، ثم صدقت ، كيف يقدس الله عز وجل قوما لا يؤخذ من شديدهم لضعيفهم ؟ " رواه مسلم بن خالد *
صفحة ٤٦