وما روي عن الحكم بن حزن الكلفي قال: «وفدت إلى رسول الله ﷺ سابع سبعة أو تاسع تسعة، فدخلت عليِه، فقلت: يا رسول الله، زرناك فادع لنا بخير، فأمر بنا أو أمر لنا بشيء من التمر والشأن إذ ذاك دون، فأقمنا بها أيامًا شهدنا فيها الجمعة مع رسول الله ﷺ فقام متوكئًا على عصى أو قوس، فحمد الله وأثنى عليه كلمات خفِيفات طيباتَ مباركات، ثم قال»: «أيها الناس إنكم لن تطيقوا، أو لن تفعلوا كل ما أمرتم به، ولكن سددوا وأبشروا» (١) .
وقد كان الواصفون لخطبة الرسول ﷺ يذكرون سياق الخطبة بقولهم: ثم قال بعد الحمد لله والثناء.
وقد ساق البخاري جملة من تلك الأحاديِث في صحيحه: كتاب الجمعة، باب من قال في الخطبةَ بعد الثناء: أما بعد، فذكر حديث أسماء بنت أبي بكر ﵄ في ذكر الكسوف قالت: «فخطب الناس وحمد الله بما هو أهله ثم قال: أما بعد. . .» الحديث (٢) .
(١) رواد أبو داود ١ / ٢٨٧ رقم ١٠٩٦، كتاب الصلاة، باب الرجل يخطب على قوس.
(٢) رواه البخاري كتاب الجمعة باب من قال في الخطبة بعد الثناء: أما بعد (٤٠٢) .