أسلوب خطبة الجمعة
الناشر
وزارة الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد
مكان النشر
المملكة العربية السعودية ١٤١٩ هـ
تصانيف
للأصول النافعة والأعمال الصالحة، وترغيبًا في أصناف الخيرات والإِحسان إِلى المخلوقات، وترهيبًا من الأعمال الضارة والأخلاق السيئة.
وكان الغالب على خطبه الاختصار والاقتصار على ما يحصل به المقصود. ويقول: «إِن طول صلاة الرجل وقصَرَ خطبته مئنة من فقهه، فأطيلوا الصلاة واقصروا الخطبة» .
وكانت مواعظه على نوعين:
نوع يعظ الناس وعظًا مطلقًا ويُرغب في الخير ويرهب من الشر، ويشوّق إِلى ما أعد الله للطائعين من الكرامة، ويحذِّرهم مما أعدّ الله للعاصين من الإهانة؛ ليثير في القلوب الإيمان، والرغبة في الخير والرهبة من الشر.
ونوع من وعظه يُفصِّل ما يحتاج الناس إلى تفصيله، ويوضحه لهم توضيحا.
فالنوع الأول: وعظ وإيقاظ وتذكير.
والنوع الثاني: تبيين وتعليم وتفصيل.
وكان يراعي في وقت حال ما يحتاج الناس إِلى بيانه، لا يتكلف السجع ولا التعمق. بل جُلُّ قصده ﷺ إِبلاغ المعاني النافعة بأوضح العبارات وأقصرها. ولقد أوتي ﷺ جوامع الكلم. وكان يردد اللفظ أو المعنى حسب ما يحتاج المقام إِلى ترديده وهذا أولى ما يعتمده الخطيب، ولا بأس مع ذلك بمراعاة تحسين الألفاظ من غير تكلف (١) .
[أهم ما يمكن استخلاصه من النصوص الشرعية من صفات الخطبة وأساليبها]
ولعل أهم ما يمكن أن أستخلصه من النصوص الشرعية من صفات
_________
(١) مجموعة مؤلفات ابن سعدي، الخطب ١٨٧ - ١٨٨.
1 / 12