لا يكون كالجاهل بقولهم وبما لهم وعليهم " منه ولا يجعل القاري ما ذكرت من ذلك وغيره مما في كتابي هذا وليس مما يتعلق بالطب ذنبا لي وعيبا على الكاتب فقد اعتذرت منه وأردت أن يكون الكتاب جامعا لطب الأبدان والأنفس مستمدا العون في ذلك من الله تعالى، " الباب الثاني في الهيولى والصورة والكمية والكيفية على ما قالت الفلاسفة " ومن خالفهم فيه " اني رأيت كل مصنوع اما جوهرا واما عرضا وكل مطلوب اما معقولا واما محسوسا فالذي لا يدرك الا بالعقل " فهو " خالق كل مخلوق وعلة كل معلول ثم الأنفس وغيرها من الروحانيات، فاما الأجسام فإنها محسوسة مركبة من الكميات والكيفيات، وحامل الكمية والكيفية فيما قالت الفلاسفة الهيولي وهي رأس الطبائع كلها وقالوا انه محال أن لا يكون للطبائع الأربع رأس وأن يكون رأسها بعضها لأنه ان كان رأسها بعضها وجب ان يكون ذلك الرأس مرة رأسا ومرة ذنبا لان كل واحدة منها تستحيل إلى غيرها مثل الأرض التي تستحيل إلى الماء والماء يستحيل إلى الهواء فخاصة الهيولى الأولى انها تجمع قوة الكمية والكيفية، وانما كانت الهيولى من أجل الصورة ولم تكن الصورة من أجل الهيولى لان الهيولى هي التي تقبل الصور كلها وتحملها والشئ المحمول إذا كان محمولا بالطبيعة أكرم من الشئ الذي يحمله كالنفس التي هي أكرم من البدن الذي هي فيه والصورة لا تتقدم الهيولى في الكون بل في الفكرة وانما يفكر البناء أولا في صورة البيت و شكله ثم في هيولاه أعني في الشئ الذي يبني البيت منه والصورة هي التي تتغير من حال إلى حال فاما الهيولى فإنها لا تتغير من حال
صفحة ٩