الباب السادس وعشر في علة الاحتلام والطمث، " علة ذلك " (1) ان الصبي إذا بلغ وتولدت فيه مادة الزرع واستحكمت وقويت حرارة البدن واتسعت مجاري عروقه تحركت الطبيعة لاخراج تلك المادة إذا كثرت فيه فتخرجها بالاحتلام، فاما الصبيان فان عروقهم دقيقة ضيقة ممتلية رطبة وحرارتهم غير مستحكمة فإنهم لا يحتلمون، والطمث في الإناث كالاحتلام في الذكران، وعلة الطمث ان أبدان النساء باردة رطبة وتحبس في أبدانهم رطوبات كثيرة ثم تنزل تلك الرطوبات إلى أسفل البدن وتخرج منهن كما تخرج من الشجرة فضول رطوباتها بالصموغ، وانما سلمن النساء النقرس وعرق النسا لخروج فضول ذلك الدم منهن، قال الفيلسوف ان الحيوان إذا لم يكن له ذكر وكان مجرى زرعه في باطن بدنه كان كثير السقاء مثل الديكة والعصافير وإذا كان له أمعاء مستقيمة كان " كثير " (3) الأكل، الباب السابع عشر في أصناف الأعضاء وقواها وأفاعيلها ان من الأعضاء أعضاء رئيسة مثل الدماغ والكبد والأنثيين ومنها ما ينبت من هذه ويخدمها مثل العصب الذي ينبت من الدماغ ويخدم الدماغ ويؤكد البدن كله " ويربطه " ومنها العروق التي تنبت من القلب ومن الكبد وتخدمهما وتخدم البدن (كله)، ومن الأعضاء أعضاء حارة جدا مثل القلب والكبد والمرارة ومنها بارد مثل الرية والطحال والكلية والمثانة والعظم، ومن (أعضاء ) الجسم
صفحة ٥٤