في حجر المغناطيس الذي يجذب بها الحديد ومثل القوة التي تربي الحيوانات، وهي القوة التي تعلم العنكبوت النسج العجيب وتعلم النحل اتخاذ العسل، والقوة التي تسوق الجمل حين يولد إلى ضرع أمه وتعلم الفراخ حين تنفلق عنها البيض طلب الحب و فراخ الإوز وسائر المائيات إلى شرب الماء والسباحة فيه وتعلم دود القز طلب الورق وأكله وانما هي أول ما تتحرك مثل طرف الشعر صغرا، وقال جالينوس ان المزاجات تسعة أربعة مفردة وأربعة مركبة، وذكر ان هذه الثمانية (خارجة) من الاعتدال، وان التاسع هو المزاج المعتدل، والمفردة الحر والبرد والرطوبة واليبس، والمركبة ما تتركب من تلك ولكل مزاج من المزاجات الأربعة خاصية من لون وطعم وقوة وحركة ومسكن، فالصفراء مرة شبيهة بالنار في قوتها وحركتها، ومسكنها المرارة في ذات اليمين لاصقة في أسفل الكبد ومنها تكون الحدة والنزق والخفة وهي تسخن الكبد والمعدة وتقويهما على نضج الأغذية، فاما الدم فحلو شبيه بالهواء في قوته، وحركته معتدلة، ومسكنه الكبد وهو موجود في كل موضع من البدن، ومنه يكون الفرح والبشاشة والتربية والجمال، فالطبيعي منه ما لم يكن رقيقا ولا غليظا وكان على لون البهرمان، فاما ما مال إلى السواد أو إلى الزرقة أو البياض فإنه فاسد، والبلغم شبيه بالماء في قوته وحركته، ومسكنه الصدر وفيه الضعف و البلادة وهو مرطب المعدة والحنجرة، ومن البلغم حلو، ومنه حامض، ومنه زجاجي، ومنه مالح، والسوداء شبيهة بالأرض في قوتها وحركتها، حامضة، مسكنها ذات اليسار يعني الطحال، ومنها يكون الحقد وطول الفكر والظنون الردية، وهي تنصب إلى المعدة
صفحة ٤٢