فقه الإسلام = شرح بلوغ المرام
الناشر
مطابع الرشيد
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٠٢ هـ - ١٩٨٢ م
مكان النشر
المدينة المنورة - المملكة العربية السعودية
تصانيف
١٠ - وعن أنس بن مالك رضى اللَّه عنه قال: جاء أعرابى فبال فى طائفة المسجد فزجره الناس، فنهاهم رسول اللَّه ﷺ فلما قضى بوله، أمر النبى ﷺ بذنوب من ماء فأهريق عليه) متفق عليه.
[المفردات]
(أنس) هو أبو حمزة الأنصارى النجارى الخزرجى خادم رسول اللَّه ﷺ منذ قدم المدينة إلى يوم وفاته ﷺ ولد قبل الهجرة بعشر سنين ومات بالبصرة سنة إحدى وتسعين.
(أعرابى) نسبة إلى الأعراب وهم سكان البادية، وهذا الأعرابى يقال له: ذو الخويصرة اليماني أو الأقرع بن حابس.
(طائفة المسجد) ناحية المسجد، والطائفة: القطعة من الشئ.
(فزجره الناس) فنهروه إذ قالوا له: مه مه أى اكفف اكفف.
(فنهاهم) أى قال لهم: دعوه، وفى لفظ: (لا تزرموه) أى لا تقطعوا عليه بوله.
(ذنوب) هى الدلو الملآن ماء وقيل العظيمة.
(فأهريق) أصله: أريق أى صب.
[البحث]
روى الترمذى هذا الحديث بزيادة أن هذا الأعرابى جاء إلى المسجد وصلى ثم قال: اللهم ارحمنى ومحمدًا، ولا ترحم معنا أحدًا، فقال له النبى ﷺ: (لقد تحجرت واسعًا) فلم يلبث أن بال فى المسجد وهذا يدل على أن الأعرابي كان مسلمًا، فلما بدأ يبول قام إليه أصحاب رسول اللَّه ﷺ ونهروه بشدة فنهاهم رسول اللَّه ﷺ عن قطع بوله وقال لهم: دعوه وأريقوا عليه ذنوبًا من ماء ثم قال لهم: (إنما بعثتم ميسرين ولم تبعثوا معسرين) كما رواه الجماعة إلا مسلما،
1 / 17