فقه السيرة للغزالي
الناشر
دار القلم
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٢٧ هـ
مكان النشر
دمشق
تصانيف
العقل الجوّاب الباحث المستفسر أخذ يشيم أنوار الحق.
والصدر المحرج المثقل بالتشاؤم والارتباك، أخذ يحسّ برد اليقين، وفسحة الأمل، والنقلة الطارئة بعيدة المدى ... إنّها النبوة.
ألا ما أجلّ هذا الفضل المقبل، وما أعظم ما يواجه محمدا ﷺ فيه من شؤون وشجون..!!.
لذلك سرعان ما تراجعت إليه نفسه، وكان موقف زوجه خديجة منه من أشرف المواقف التي تحمد لامرأة في الأوّلين والاخرين، طمأنته حين قلق، وأراحته حين جهد، وذكرته بما فيه فضائل مؤكدة له: أنّ الأبرار أمثاله لا يخذلون أبدأ، وأنّ الله إذا طبع رجلا على المكارم الجزلة والمناقب السمحة؛ فلكيما يجعله أهل إعزازه وإحسانه، وبهذا الرأي الراجح، والقلب الصالح؛ استحقت خديجة أن يحيّيها ربّ العالمين، فيرسل إليها بالسّلام مع الروح الأمين «١» ...
_________
(١) يشير المؤلف إلى الحديث الصحيح، عن أبي هريرة ﵁ قال: أتى جبريل النبيّ ﷺ فقال: يا رسول الله، هذه خديجة قد أتت معها إناء فيه إدام أو طعام أو شراب. فإذا هي أتتك فاقرأ ﵍ من ربّها ومنّي، وبشّرها ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب. أخرجه البخاري: ٧/ ١٠٩؛ ومسلم: ٧/ ١٣٣.
1 / 93