فقه الدعوة في صحيح الإمام البخاري

سعيد بن وهف القحطاني ت. 1440 هجري
70

فقه الدعوة في صحيح الإمام البخاري

الناشر

الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢١ هـ

تصانيف

﵄ بالفقه فقال: «اللهم فقهه في الدين» (١) والمعنى اللهم فَهِّمْه الدين؛ والفقه: الفهم كما قال تعالى: ﴿لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ﴾ [التوبة: ١٢٢] (٢) أي ليكونوا علماء به. وهذه الصفة العظيمة مهمة للداعية، وقد رزق الله ابن عباس الفقه في الدين استجابة لدعوة رسول الله ﷺ، ومما يدل على فقهه ما قاله في هذا الحديث: " لو غض الناس إلى الربع "؛ لأن رسول الله ﷺ قال: «الثلث والثلث كثير» قال ابن دقيق العيد ﵀ في قول ابن عباس ﵄: " لو غض الناس إلى الربع ": قد استنبطه ابن عباس من لفظ " كثير " (٣) وقال الحافظ ابن حجر ﵀ " وكأن ابن عباس ﵄ أخذ ذلك من وصفه ﷺ: الثلث بالكثرة " (٤). وهذا يدل على فقه ابن عباس ﵄، ولا غرابة فهو حبر الأمة، ويدل على أهمية الفقه للداعية إلى الله تعالى، فعلى الداعية أن يسأل الله ﷿ الفقه في الدين، وأن يتحصن بالعلم الشرعي: علم الكتاب والسنة. * * * *

(١) متفق عليه: البخاري، كتاب الوضوء، باب وضع الماء عند الخلاء ١/ ٥١، برقم ١٤٣، ومسلم، كتاب فضائل الصحابة، باب فضائل ابن عباس ﵄ ٤/ ١٩٢٧، برقم (٢٤٧٧). (٢) سورة التوبة، الآية: ١٢٢. (٣) إحكام الأحكام شرح عمدة الأحكام لابن دقيق العيد ٢/ ١٦٤. (٤) فتح الباري ٥/ ٣٧٠.

1 / 72