وهذا هو وجه العمل فيه ان شاء الله وهكذا الصنيع بزريعة التفاح والاترج والورد وما اشبههما [شبهها] تركيبها فى هذا العمل فى اى جنس شئت ومن احب ان لا يزرع الزريعة وامكنه ان يأخذ الفرع الذى ينبت من الزريعة باصوله ويغرسه فى الشق المذكور ويسقيه بالماء ويتعاهد به الى ان ينبت ويتمكن فهو اعجل واقرب ان شاء الله عز وجل.
وان كان هذا المزروع مما له نواة مثل البرقوق واللوز وعيون البقر وما اشبه هذا، فالعمل فى زراعته كما تقدم الا انك تضرب بمقدار اصبعين من التراب او الرمل وتتعاهده بالماء ليلا يجف له ارض الى ان ينبت ويتمكن ان شاء الله تعالى
فصل:
واذا اردت ان تركب الورد فى العنب او اللوز او التفاح فوجه العمل فى اخذ هذا القلم ان تكشف عن اصول الورد وتأخذ الاقلام من تلك المواضع الصلاب منه فهى التى تنبت وتمكن وذلك ان قضيب الورد وضم كله فاذا اخذ القلم من فروعه لم ينتفع به فالوجه ان يوخذ كما ذكرنا ويقصد الى الطفها وارقها ويكون تركيبها فى اللوز والعنب والتفاح بالشق على ما وصفنا قبل هذا فى تركيب الشق فى سالف الابواب من نشر الثمرة واخراج النشر وعمل الخلخال وانزال القادوس قبل هذا على ما ذكرته فيما تقدم.
فصل:
واعلم ان عمدة التركيب ومداره على معرفة اخذ الاقلام والمراعاة لاوقاتها واحوالها، فنقول ان الثمار يتقدم بعضها بعضا فى اللقح ويتأخر واذا ضرب بالقلم فى اللقح فلا خير فيه فى ذلك العام للتركيب، فاذا قطع القلم قبل ان يلقح وحضن عليه يبقى الى الوقت الذى يحتاج إليه لا يتغير ولا يكون اخذه الا وقت جرى الماء فى الثمار، وتحركه فيها فيقصد اليها حينئذ وتتخير منها الاقلام الموافقة للتركيب وهى التى لم يمسها ضرر وتكون متعقدة متقاربة العقد ويكون غلظها مثل المسلة او اغلظ قليلا، فاذا اخذت على هذه الصفة وربطت مجموعها ويحفر لها حفرة من نحو الذراع، وتجعل فيها الاقلام ويرد عليها التراب، واذا احتيج اليها اخرجت وبريت على ما يحتاج اليه من الرومى او الشق ثم تجعل فى الماء ثم يعمد الى الثمرة التى يراد ان تركب فيها او تقشر على ما تقدم، وان كانت الثمرة التى يراد ان يركب فيها قد لقحت لم يصرها ما نفعل بها من القطع، بخلاف القضيب الذى يراد التركيب فيه، فانه اذا لقح ثم قطع ليركب فى ثمرة اخرى لم ينجب اصلا، كذلك ما لقح وورق اذا قلع وغرس لم ينجب الا ان يقلع بجميع اصوله وعروقه وتضاف اليه الارض التى هى فيه وتشد بالحصير والحبال، فاذا فعل هذا بها نبتت وتمكنت، وكذلك الملوخ اذا لقحت ثم ملخت وغرست لم تنبت بوجه من الوجوه، والعلة فى ذلك ان المواد فى الثمار راكدة ساكنة ما لم تلقح، فاذا لقحت تحركت المادة وجرت بسرعة فهى محتاجة الى ان تردفها مادة اخرى بسرعة ايضا، فهى اذا قطعت بعد اللقح لم تكن لها مادة تردفها الى بعد حين الى ان يلتئم التركيب او يلبث الغرس فيقارب الا من فى ذلك، فتنقطع المواد بعضها عن بعض لا يتلاحق فيكون ذلك سبب هلاكها.
صفحة ١٠٦