فصل: واما زبل الحمام
فهو ذو حرارة مفرطة ورطوبة شديدة ولا يبوسة فيه بوجه، وهو غياث النبات الذي قد ضعف وتحير من شدة البرد، فتجعل له منه يسيرا فانه يقوم من يومه ويحيى من حينه، وينبغى ان لا يستعمل منه عند الحاجة اليه الا اليسير، لانه بمنزلة النار اذا غلب، ولا يستطاع بعد ذلك اصلاح ما افسد.
فصل:# واما زبل الحمامات
أعنى به الرماد ذو يبوسة وملوحة ولا رطوبة فيه، وهذه القوى التي فيه لا توافق الخضر والنبات، ولا يستعمل وحده الا فى تحلية الارض خاصة اذا كانت ارضا حسنة او حرشاء، فيطرح عليها الرماد ويفرق عليها فيصير سلسا عند ذلك، وبالجملة فانه زبل غير محمود، لانه رماد تركته النار فلا شىء من الرطوبة فيه، فهو كالحيوان الميت الذي فارق الروح ليس فيه من الطبائع التي كانت تقيمه شىء، فهو لا يتركب من شىء من الطبائع ولا ينضاف اليه بوجه الا انه اذا خلط مع غيره من الازبال صلح وتكونت فيه رطوبته. ولا يستعمل وحده الا فى تحلية الارض خاصة الا ان يطول مكثه ويألف الهواء ويفارقه تأثير النار ومع هذا لا يقوى قوة غيره من الأزبال
فصل: واما الزبل المولد
فهى ثلاثة أضرب وهى تستعمل اذا عدم الزبل فى جهة من الجهات
الضرب الاول
يؤخذ من اصناف العشب والتبن ويحفر حفرة على قدر ما يحتاج منه وتملأ تلك الحفرة من العشب والتبن والرماد اى رماد امكن من الحمامات والافران وغيرهما ويصب على الجميع ماء بعد ان تملأ الحفرة كما ذكرنا وان كانت بموضع ينزل عليها ماء المطر، فماء المطر يعفنه ثم يخدم الزبل خدمة جيدة ويقلب مرارا كثيرة ويواظب بالتحريك والتقطيع، فانه سريع النضج بذلك ويأتى معتدلا جيدا يقيم الارض ويحيى النبات ويتصرف فى الوجوه كلها ويوافق فى الازمنة الأربعة، وهو زبل نقى لا يخالطه حجر ولا جلود ولا عظام كما يخالط سائر الزبول، الا ان الزبل المضاف اقوى منه على كل حال.
صفحة ٥١