فصل: واما الزبل الآدمى
فطبعه الرطوبة واللزوجة ولا حرارة فيه وهو زبل ممات ملائم يوافق النبات ويصلحه فى زمن الحر لانه رطب لا حرارة فيه ولا يبوسة، فينبغى ان يعرف قدره وعظيم فائدته وان يعد للاغراض التي تدخل على ورقات الصيف مثل القرع والباذنجال والبصل والقنبيط وغيرها من الخضر وذلك انها اذا احترقت اخذ من هذا الزبل وطرح على رأس الجرد من الجانب الذي ينصب فيه الماء ويرش ذلك الزبل بالماء حتى يرجع فى هيئة الطين ويحلل فى جرى ويسقى ذلك النبات المحترق به فيحيا عن قريب ويصلح
فصل: واما الزبل المضاف
وهو ذو حرارة ورطوبة ولزوجة وملوحة ولاجل هذه القوى المجتمعة فيه صار من افضل الزبول واشدها موافقة للارض والماء لاجل اللزوجة التي فيه، لانه ان كان فى الارض او فى الماء حروشة لينتها تلك اللزوجة، ولا سبيل الى استعمال شىء منه الا بعد عام وما يجاوزه الى ثلاثة اعوام كان افضل، ومتى استعمل قبل العام تولد منه حيوان يضر بالنبات ولا يوافقه الارض ولا يلتئم معها، لان كثير البقل يحتاج الى تنقية حسنة وتقطيع دايم شيئا بعد شىء، وما ترك كان احسن له لان أجزاءه مختلفة الاجناس، فلا تأتلف الا بعد مدة مكث طويلة تنضج اخلاطه فيها وتعتدل، ولا ينبغى ان يستعمل بعد عام واحد الا عند الضرورة اليه، وهو زبل قوي مبارك ذاك يقوم القليل منه مقام الكثير من غيره اذا استعمل بعد تعفنه وتطييبه كما ذكرنا
فصل: واما زبل الضأن
فحار رطب وهو دون ما ذكرنا من الزبول قبل هذا لانه يكثر فيه العشب اذا استعمل قبل التعفين من اجل ان الضأن تأكل الحشيش وتستكثر منه، فلا ينضج فى بطونها فتبقى زريعته لم تتغير فتلقيه فى بعلها كما اكلته، فاذا استعمل قام مع النبات وغلب عليه فان هو ترك قليلا حتى يعفن ويطيب وتموت تلك الزريعة التي فيها كان حسنا، واحسن ما هو اذا خلط من غيره من الزبول وترك قليلا فبعد ذلك يصلح لكل ما يستعمل من الخضر وغيرها ولا ينبغى ان يستعمل وحده قبل ان يعفن الا عند الضرورة اليه.
صفحة ٥٠