في معنى حديث الطلقاء
وأما استدلاله ص7 بحديث: ((الطلقاء من قريش والعتقاء من ثقيف بعضهم أولياء بعض في الدنيا والآخرة والمهاجرون والأنصار بعضهم أولياء بعضهم في الدنيا والآخرة))، وجعله شاهدا لحديث (الأمنة) فهو غريب.
مع أن الحديث فيه فصل بين أصحاب الصحبة الخاصة الشرعية والعامة؛ إضافة إلى أن لفظ الحديث فيه (إلى يوم القيامة) وفيه (في الدنيا والآخرة) فالرواية بالمعنى هي الأصل ولا مفاصلة الألفاظ ولا أثر لها في الموضوع كما سنبين.
ثانيا: الحديث فيه فصل للمهاجرين والأنصار عن الطلقاء والعتقاء وهذا يرتبط مع الحديث الآخر ((أنا وأصحابي حيز والناس حيز)) فتبين من مفهوم الحديثين أن (المهاجرين والأنصار أصحابي)) و((الطلقاء والعتقاء ليسوا من أصحابي)) تأمل الحديثين جيدا لن تجد إلا هذا الفصل.
أما قول الشيخ أن قوله: (والآخرة) تفيد صحة إسلامهم.
فالجواب... أولا: ليعلم الجميع أننا لا نشكك في صحة إسلام وإيمان الطلقاء والعتقاء والوفود والأعراب وإنما ننكر أن تكون صحبتهم من الصحبة الشرعية أو الخاصة، وإن كنا نعرف أيضا أن بعضهم كانوا ظلمة وأحوال بعضهم مضطربة تبعث على الشك، كما حصلت من كثير منهم ردة جماعية في عهد أبي بكر الصديق يعرفها الجميع.
ثانيا: ثم نعم نحن نشكك في حسن اتباع بعضهم بأدلة وليس تشكيكا بالهوى والدعاوى؛ وقد نشكك في إسلام أفراد اتهموا بالنفاق أو هموا باغتيال النبي صلى الله عليه وآله وسلم أو أثرت عنهم كلمات تدل على فرحهم بنصر الكفار على المسلمين كما فعل بعضهم يوم حنين ويوم اليرموك
كما نذم من ساءت سيرته كما أسلفنا، فالموضوع عندي فيه تفصيل ويبدو أن الشيخ وفقه الله سمع عن كلامي أكثر مما قرأ منه ولو قرأ المذكرة الأولى عن محاضرة الصحبة على نقصها وأخطائها لوجد أكثر هذا مبينا واضحا.
صفحة ٥١