أما البشر وكل ما في رءوسهم من المدارك والمعارف، وما في قلوبهم من المحبة والبغضاء، وما يعانق نفوسهم من الصبر والجزع والأوجاع، فآلات يتناولها الجبابرة ويديرونها؛ توصلا إلى غاية علوية لا بد من بلوغها.
أما الدماء التي أهرقت فسوف تجري أنهارا كوثرية. وأما الدموع التي نثرت فستنبت أزهارا زكية. وأما الأرواح التي فاضت فسوف تجتمع وتتآلف، وتتطلع من وراء الأفق الجديد صباحا جديدا. فيعلم الناس بأنهم قد ابتاعوا الحق في سوق البؤس، وأن من ينفق في سبيل الحق لم يخسر.
وأما نيسان فسيعود، ولكن من يطلب نيسان من غير كف الشتاء فلن يجده.
هذا آخر ما تيسر لي جمعه من مقالات الكاتب الخيالي الشهير: جبران خليل جبران. ولله الحمد أولا وآخرا.
محمد محمد عبد المجيد
صفحة غير معروفة