فدائيون من عصر الرسول
الناشر
دار الضياء للنشر والتوزيع - عمان
رقم الإصدار
الخامسة
سنة النشر
١٤٠٧هـ - ١٩٨٧م
مكان النشر
الاردن
تصانيف
اليهم بالخير العميم، وبالعز المقيم، وبالشرف الرفيع.
وبات الأنصار ينتظرون قدوم رسول الله، وكان عبد الله من أشدهم شوقًا ومن أكثرهم ترقبًا، وعندما جاءهم البشير باقتراب الرسول، تدافعوا إلى ثنية الوداع يستجلون
الطلعة النبوية الشريفة، وعندما أطل عليهم رسول الله، هتفوا من أعماقهم مرحبين، وكان عبد الله بين هذه الجموع يكاد يطير فرحًا وسرورًا، فقد حل الرسول بيثرب، فأحالها إلى أنوار ساطعة، وقد نالت شرف نزوله بها، وهو شرف ما بعده شرف، لقد انتهى عهد كانت تسمى به يثرب، فهي اليوم كما سماها الرسول " طيبة " وهي كما سماها المسلمون " مدينة الرسول "، و" المدينة المنورة " به ﷺ.
* *
الحرص على الخير:
وبدأ العمل لبناء المجتمع الإسلامي الأول، وعبد الله ابن أنيس يساهم في هذا البناء بكل ما أوتي من جهد وطاقة، لا يكل ولا يمل، فهو دائب الحركة، دائم العمل ولكن بُعدَ منزله من قلب المدينة كان يشق عليه، خاصة وأنه كان حريصًا على القرب من منبع الهداية والنور والخير، فقد تابع حضور مجالس الرسول نهارًا، ولكن
1 / 30