فدائيون من عصر الرسول
الناشر
دار الضياء للنشر والتوزيع - عمان
رقم الإصدار
الخامسة
سنة النشر
١٤٠٧هـ - ١٩٨٧م
مكان النشر
الاردن
تصانيف
من يؤمن ويحزنه إعراض معرضهم. وكان أكثر ما يغيظه هذه الأصنام التي أقيمت من حجارة وطين، يسجد لها هذا الإنسان الذي كرمه رب العالمين!
وانطلق إلى صديقيه معاذ بن جبل وثعلبة بن عنمة (١) وشكى لهما ما يضايقه من أمر الأصنام خاصة أصنام بني سلمة، فإنه يعز عليه أن لا يهتدي مواليه إلى الحق، فلقي من صاحبيه موافقة وتأييدًا، واتفقوا على أن يقوموا بتكسير هذه الأصنام وتحطيمها. . .
وأفاق بنو سلمة على أصنامهم فإذا هي جُذاذ (٢)، فهالهم الأمر، وتوقعوا شرًا، وباتوا يحذرون أن يصيبهم بسببها مكروه يعجزون عن دفعه، ولكن الأيام مرت، ولم يزدهم كسرها إلا سلامة وسلامًا، وأمنة وأمنا، فرجعوا إلى أنفسهم، وراجعوا موقفهم، فأدخل الله على قلوبهم كراهية الأصنام وحب الإسلام. . . ويا لها من سعادة غمرت عبد الله وصحبه، لقد دخل مواليه في الإسلام، ومن بعدهم أقبل الأوس والخزرج على الدين زرافات ووحدانا، وأخذوا يستعدون للقاء الرسول الكريم، القادم
_________
(١) ثعلبة بن عنمة الأنصاري الخزرجي، شهد العقبة الكبرى مع السبعين من الأنصار، شهد بدرًا وأحدًا والخندق، وقتل في الخندق شهيدًا، قتله هبيرة بن أبي وهب المخزومي.
(٢) جذاذ: مكسرة.
1 / 29