ما أنعم اللَّه به عليه لما خلق لأجله (١).
(المفقِّه) أي: المفهم (من شاء من خلقه) ممن أراد به الخير (في الدين) والدين: ما شرعه اللَّه تعالى من الأحكام، قال ﷺ: "من يرد اللَّه به خيرًا يفقهه في الدين" (٢).
(والصلاة) التي هي من اللَّه الرحمة (٣)، ومن الملائكة الاستغفار، ومن الآدمي التضرع والدعاء. (والسلام): أي السلامة من النقائص والرذائل، أو الأمان (على نبينا) أي: ورسولنا (محمد) بالجر بدل من نبينا، والنبي: إنسان أوحي إليه بشرع، وإن لم يؤمر بتبليغه، فإن أمر بذلك فرسول أيضًا، فالنبي أعم من الرسول (٤)، والنبيء بالهمز من النبأ، أي: الخبر؛ لأنه مخبر
_________
(١) ينظر في تعريف الحمد والشكر: "تهذيب اللغة" للأزهري (٤/ ٤٣٥)، و"المفردات" للراغب (ص ٢٥٦)، و"تاج العروس" (٨/ ٣٨)، و"التعريفات" للجرجاني (٩٨/ ١٣٣)، و"المصباح المنير" (١/ ٢٠٥) و"مجموع فتاوى ابن تيمية" (١١/ ١٣٣ - ١٣٤)، و"من أحكام الديانة" لابن عقيل الظاهري (١/ ٤٤٠، ٤٥٦).
(٢) البخاري، كتاب العلم، باب من يرد اللَّه به خيرًا يفقهه (١/ ٢٥ - ٢٦)، ومسلم، كتاب الإمارة (٣/ ١٥٢٤) عن معاوية بن أبي سفيان.
(٣) تفسير الصلاة من اللَّه بالرحمة ضعفه ابن القيم من خمسة عشر وجهًا:
منها: أن اللَّه فرق بين صلاته على عباده، ورحمته في قوله: ﴿أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ﴾.
ومنها: أن صلاة اللَّه خاصة بأنبيائه ورسله وعباده المؤمنين، أما الرحمة فوسعت كل شيء. والصواب في تفسير الصلاة من اللَّه على نبيه أنها: ثناؤه عليه عند الملائكة. وقد أخرج ذلك البخاري معلقًا في صحيحه (٦/ ٢٧) عن أبي العالية. ينظر: "بدائع الفوائد" لابن القيم (١/ ٢٦).
(٤) يفسر هذا العريف للنبي والرسول قول شيخ الإسلام ابن تيمية في "النبوات" (ص ٢٥٥): النبي هو الذي ينبؤه اللَّه، وهو ينبئ بما أنبأ اللَّه به، فإن أرسل مع ذلك إلى من خالف أمر اللَّه ليبلغه رسالة من اللَّه إليه؛ فهو رسول.
وأما من كان إنما يعمل بالشريعة قبله، ولم يرسل هو إلى أحد يبلغه عن اللَّه رسالة، فهو نبي =
1 / 7