فاتنة الإمبراطور: فرانسوا جوزيف إمبراطور النمسا السابق وعشيقته كاترين شراط
تصانيف
ثم خرجت من باب آخر، فوجدت نفسها في نفس الرحبة التي دخلت منها أولا، فالتفتت إلى أول باب عن يمينها فإذا المفتاح فيه، ففتحت الباب وتطلعت، فإذا هي في الغرفة التي كانت شبه سجينة فيها حين تركتها الكونتس، ثم قصدت إلى باب آخر فرأت غرفة أخرى كتلك وإلى جانبها غرفة أخرى. وهكذا طافت المنزل كله، فشعرت أنه منزل أدنس، ولكن ليس فيه أحد سواها. فقالت: يا للعجب أين ربة المنزل؟
فقال أحد الرجلين للآخر: اذهب وانظر صاحبة المنزل، لعل أحد الشرطيين اللذين يحرسان باب المنزل أبصرها.
وغمزه من طرف خفي، فخرج الآخر وبعد دقائق معدودة عاد يقول: هذه ربة المنزل في الأوتوموبيل بحراسة أحد الشرطيين.
فقالت الإمبراطورة: ائتوني بها إلى هنا.
فقال هذا: بل تذهبين يا سيدتي وترينها في الأوتوموبيل، هلمي. فحملقت فيه قائلة: ويحك! - هذا أمر الهر روفر يا سيدتي. - فليأت روفر إلى هنا. - لقد تلفنت له الآن يا سيدتي فقال: هاتوا السيدة التي وجدتموها في المنزل إلى دائرة البوليس حالا، فهي المطلوبة بعينها، ونحن مأموران لا آمران. - قلت لك ... - لا مناص من ذلك يا مدام، هلمي.
وأخذاها بيدها فحرقت الأرم قائلة: ويل لمن كاد هذه المكيدة الفظيعة.
ثم نزلت معهما مكرهة إلى أن دخلت إلى الأوتوموبيل، فوجدت فيه امرأة يدل ظاهرها على حقيقتها، واضطرت أن تجلس إلى جانبها؛ لأنها لم تجد الاحتجاج مجديا، وفي الحال درج الأوتوموبيل بهما، فقالت الإمبراطورة للمرأة التي إلى جانبها: هل أنت صاحبة ذلك البيت يا هذه؟ - نعم. - وأين السيدة التي تدعى الكونتس ألما فورتن؟ - لا علم لي بهذه الكونتس. - من يسكن عندك؟ - 3 فتيات. - أين الفتيات؟ - خرجن كعادتهن منذ ساعة. - إلى أين؟ - إلى أشغالهن. - هل إحداهن مصورة؟ - تقول إنها تتعلم التصوير. - وماذا يحدث في منزلك غير التصوير؟ - لا شيء يا سيدتي إني متهمة مظلومة. - بماذا اتهموك؟ - يتهمونني بأن منزلي بيت سري، إنهم لمفترون.
الفصل الخامس عشر
رائحة الحمأة
وبقيت الإمبراطورة بعد ذلك صامتة وهي تضطرب وتغلي غيظا إلى أن وقف الأوتوموبيل أمام دائرة البوليس، ففتح أحد الرجلين باب الأوتوموبيل (إذ كانا راكبين مع الحوذي)، وقال : تفضلا يا سيدتي.
صفحة غير معروفة