فاتنة الإمبراطور: فرانسوا جوزيف إمبراطور النمسا السابق وعشيقته كاترين شراط
تصانيف
فسخطت بهما أشد من قبل وقالت: إني آسفة شديد الأسف أن الهر روفر لا يعرف أن ينتقي رجاله من الأذكياء الذين يعرفون الأشخاص حالا. - كوني من شئت يا سيدتي، فالأمر الذي معنا ... - إني فوق كل أمر. - إنما نحن نقبض عليك باسم جلالة الإمبراطور. - إني شريكة الإمبراطور في أوامره.
فشرع الشك يتطرق إلى نفس كل من الرجلين وقال أحدهما: لا نعرف أحدا فوق القانون غير جلالة الإمبراطور يا مدام. - والإمبراطورة أيضا.
فوجف الرجلان وتغلب شكهما على اليقين، وقال أحدهما: ولكن جلالة الإمبراطورة لا تأتي إلى مثل هذا المكان. - بل الإمبراطورة تتفقد رعاياها أينما كانوا. - أجل تتفقد رعاياها إلا الساقطين منهم.
فحملقت فيه قائلة: تعني؟ - أعني أن هذا المحل محل دعارة يا مدام، يا صاحبة الجلالة.
فاختلجت الإمبراطورة ووثبت من مكانها وقالت: يا لله، ماذا تقول يا هذا؟ - أقول يا سيدتي إن هذا منزل مومسات سري. - ويلاه ... وأنتما جئتما ... - جئنا لنقبض على امرأة محضة تختلف سرا إلى هذا المكان. - من هي؟ - لا نعلم من هنا وإنما الأمر عندنا أن نقبض على كل امرأة نجدها هنا. - ومن أوعز بهذا الأمر إلى الهر روفر؟ - نظن أن الأمر صادر من البلاط. - فاقشعرت الإمبراطورة وقالت: من البلاط؟ - نعم. - من الإمبراطور؟ - لا ندري، ولا نظن أن الأمر من جلالته، لعله من جلالتها. - لا علم لي بذلك. - هل في البلاط ترتيبا تجهله جلالة الإمبراطورة؟
فتمشت الإمبراطورة في الغرفة والرجلان ينظران الواحد في الآخر، وهما لا يدريان هل يصدقان أم يكذبان ما يسمعان ويريان، ثم قالت بعد تفكير قليل: أين المرأة؟ - أية مرأة يا مولاتي؟ - المرأة التي جاءت بي إلى هنا منذ ربع ساعة. - لم نر سواك هنا يا مدام. - عجبا! ابحثا عنها، فقد خرجت من هذا الباب الذي دخلتما منه.
واتجهت الإمبراطورة إلى الباب ودخلت فيه والرجلان إلى جانبيها، والواحد يهمس للآخر قائلا: أخاف أن تكون ماكرة بنا.
فرأت الإمبراطورة نفسها في غرفة فيها مقعد من حوله أزاهر وصور زيتية، بعضها معلق في الجدار وبعضها مبعثر، وصقالة خاصة بالتصوير الزيتي، فقالت: عجبا! إني أراني في غرفة مصور.
فقال أحد الرجلين: لعل إحدى المومسات المقيمة هنا مولعة بالتصوير.
فاختلجت الإمبراطورة وقالت: إذن ليس المنزل منزل دوقة. - المنزل معروف يا مولاتي، إنه منزل مومسات. - ويلاه، يا للخيانة، يا لها من مكيدة!
صفحة غير معروفة