فاتنة الإمبراطور: فرانسوا جوزيف إمبراطور النمسا السابق وعشيقته كاترين شراط
تصانيف
فضحك قائلا: إذا اقتضى الأمر ذلك فنعم. - وماذا علمت من هذا المصور؟ - علمت أنه ذو صلة بالبلاط. - الإمبراطور؟ - لا، بالإمبراطورة. - يا لله، ماذا؟ - لا أدري ولكن سوف أدري. - هل نوى أن يصور الإمبراطورة؟ - لا أقدر أن أقول شيئا الآن. - سيصورني. - سيصورك؟ - نعم، في الأسبوع القادم على الأرجح.
ففتل شاربيه ثم قال: لا أقدر أن أقول لك الآن أن تمتنعي عن الذهاب، وإنما أقول حاذري. - يا لله! مم أحاذر؟ - لا أدري شيئا حتى الآن، ولكني سأبحث إن كان ثمة مكيدة فأخبرك عنها، هل عينت الميعاد؟ - لا. - حسنا، لا تعيني ميعادا حتى أقول لك. - ولكني وعدته أن أنبئه عن الميعاد في بحر أسبوع. - وفي بحر الأسبوع أقدم لك معلوماتي. - شكرا لك يا فلت، هل تريد كأس كنياك؟ - من يدك السم دسم.
ثم أمرت الخادم فأتى بالكنياك وتساقيا، فقالت في أثناء التساقي باسمة: وكيف أنت والبارونة؟ - البارونة برجن؟ لقد قلبت لي ظهر المجن.
فضحكت قائلة: هي أو أنت؟
فتنهد وقال: هي يا مدام. - كان أولى بك أن تقلبه لها. - أجل ولكن البارونة متى اكتسبت عدوا بالغت في عداوته، كأنها تريد أن تضربه لتأمن شره. - عجبا عجبا! كنت أظنها تترك بابا للصلح. - الصلح؟ علام الصلح؟ - أقول ذلك لأني أعتقد أنها لا تجد مثلك عريسا لابنة أختها البارونة ماري فتسيرا.
فضحك الفون الدر فولت مكفهرا وقال: ربما وجدت. - من؟ - البرنس رودلف ولي العهد.
فأجفلت مدام شراط وقالت: تمزح؟ - بل أجد. - وابنة ملك البلجيك زوجته الحالية؟ - لا أدري، ربما كان للبارونة تدبير نجهله. - كلام فارغ. - بل أؤكد لك يا مدام أن البرنس مولع بابنة أخت البارونة ولوع روميو بجولييت؛ لأن ماري مولعة بالشعر الذي يولع به البرنس. - كل ذلك هذيان. - أقول لك إن غرام البرنس ... - الغرام شيء سهل والزواج شيء مستحيل. - من يدري؟
بالطبع إذا كان الله يتقبل روح البرنسس زوجة ولي العهد صار المستحيل ممكنا، ولكن انتظار ذلك كانتظار الثروة من ورق اليانصيب.
فتنهد الفون الدر فلت وقال: الله أعلم، وإنما أؤكد لك يا مدام أن البارونة ما قطعت علاقتي بماري إلا لأن البرنس ظهر عاشقا. - عجبا عجبا، ويلوح لي أنك متألم جدا يا فلت ولا تزال تحب ماري. - بل تحول حبي إلى غيرة، والغيرة إلى نقمة؛ لأن ماري تحب البرنس كما يحبها، ولذلك انقطع كل أمل مع انقطاع علاقتي بها، فأنا عدو ماري وخالتها الآن. - والبرنس؟ - لا تحركي غضبي يا مدام. - إذن نحن صديقان. - نعم لأن مصلحتينا تتفقان والصداقة بنت المصلحة.
الفصل الثاني عشر
صفحة غير معروفة