فتح الرحمن بشرح زبد ابن رسلان
الناشر
دار المنهاج
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٣٠ هـ - ٢٠٠٩ م
مكان النشر
بيروت - لبنان
تصانيف
ثانيها: ريح الطلع والعجين ما دام رطبًا، فإذا جف .. فريحه كريح بياض البيض.
ثالثها: تدفقه بأن يخرج على دفعات؛ قال تعالى: ﴿من ماء دافق﴾، ولا عبرة في مني الرجل بكونه أبيض ثخينًا، ولا في مني المرأة بكونه أصفر رقيقًا وإن كانت من صفاته؛ لأنها ليست من خواصه؛ لوجود الثخنِ في الودي وهو: ماء أبيض كدر ثخين لا ريح له يخرج عقب البول إذا استمسكت الطبيعة، وعند حمل شيء ثقيل، والرقِة في المذي وهو: ماء رقيق لزج يخرج عند الشهوة بلا شهوة، وقد لا يحس بخروجه.
ولا يضر فقدها، فقد يحمرُّ منيُّ الرجل بكثرة الجماع، وربما خرج دمًا عبيطًا، أو يرق ويصفر لمرض، ويبيض مني المرأة؛ لفضل قوتها.
ومقتضى كلامه: اشتراك الخواص بين الرجل والمرأة، قال الشيخان: وهو ما ذكره الأكثرون، وعضده الإسنوي، ونقله الماوردي عن النص، لكن قال الإمام والغزالي: لا يعرف مني المرأة إلا باللذة، وأنكر ابن الصلاح التدفق في منيها، واقتصر على اللذة والريح، وبه جزم النووي في "شرح مسلم"، واقتضاه كلامه في "المجموع"، ورجحه جماعة؛ كالسبكي والأذرعي وابن النقيب.
[شك في كون الخارج منيًا أو مذيًا]
(ومن يشك: هل منيٌّ ظهرا ... أو هو مذيٌ؟ بين ذينِ خيِّرا)
فيه مسألة:
وهي: أن من شك في كون الخارج منه منيًا أو مذيًا؛ لاشتباههما عليه .. خيِّر بينهما، فيجعله منيًا ويغتسل، أو مذْيًا ويتوضأ مرتبًا، ويغسل ما أصابه؛ لأنه إذا أتى بمقتضى أحدهما .. بريء منه يقينًا، والأصل براءته من الآخر ولا معارض له، بخلاف من نسي صلاة
1 / 204