الفتح الرباني من فتاوى الإمام الشوكاني

الشوكاني ت. 1250 هجري
107

الفتح الرباني من فتاوى الإمام الشوكاني

محقق

أبو مصعب «محمد صبحي» بن حسن حلاق [ت ١٤٣٨ هـ]

الناشر

مكتبة الجيل الجديد

مكان النشر

صنعاء - اليمن

وفي الحديث أن «الدعاء هو العبادة» (١)، وهذا الفصل (٢) للحصر، أو التخصيص للاهتمام. وعلى كل تقدير فهو دليل على هذا التقرير. والدعاء له معنيان (٣): أحدهما دعاء الطلب، بل قد سمى الله ذلك دينا في قوله تعالى: ﴿فإذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين﴾ (٤).

(١) أخرجه أحمد (٤/ ٢٦٧،٢٧١، ٢٧٦) والبخاري في الأدب المفرد رقم (٧١٤) والطيالسي كما في المنحة رقم (١٢٥٢) وابن ماجه رقم (٣٨٢٨) والطبراني في الصغير (٢/ ٩٧) والحاكم (١/ ٤٩٠ - ٤٩١) وقال: صحيح الإسناد ووافقه الذهبي. وأبو نعيم في الحلية (٨/ ١٢٠) والبغوي في شرح السنة (٥/ ١٨٤ - ١٨٥ رقم ١٣٨٤) والنسائي في الكبرى (٩/ ٣٠) كما في تحفة الأشراف، وابن حبان رقم (٢٣٩٦ - موارد) من طرق من حديث النعمان بن بشير وهو حديث صحيح. (٢) انظر: معترك الأقران في إعجاز القرآن (١/ ١٤٠). (٣) قال ابن تيمية في " مجموع فتاوى " (١/ ٦٩):- الدعاء في القرآن والسنة: ١ - \ دعاء عبادة وهذا النوع ورد كثيرا في القرآن كقوله تعالى: ﴿فلا تدع مع الله إلها آخر فتكون من المعذبين﴾ [الشعراء: ٢١٣]. ٢ - \ دعاء مسألة: وهو طلب ما ينفع الداعي من جلب نفع أو كشف ضر، ومن أدلته قوله تعالى: ﴿قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ أَغَيْرَ اللَّهِ تَدْعُونَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شَاءَ وَتَنْسَوْنَ مَا تُشْرِكُونَ﴾ [الأنعام: ٤٠ - ٤١]. فمتى كان الدعاء مقرونا بالطلب مذكورا في صياغة الاستجابة فهو دعاء المسألة وإلا فهو دعاء العبادة. وانظر: " مجموع فتاوى ابن تيمية " (١٠/ ٢٣٧). (٤) العنكبوت (٦٥).

1 / 127