فتح المتعال على القصيدة المسماة بلامية الأفعال

حمد بن محمد الرائقي الصعيدي المالكي (المتوفى: نحو 1250هـ) ت. 1250 هجري
79

فتح المتعال على القصيدة المسماة بلامية الأفعال

محقق

إبراهيم بن سليمان البعيمي

الناشر

مجلة الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة

رقم الإصدار

١٤١٧هـ

سنة النشر

١٤١٨هـ

يَبُوءُ رَجَعَ، و(سَاءَ) يَسُوءُ، و(نَاءَ) بِحمْلِهِ يَنُوءُ نَهَضَ بِجهْد ومشقّة، و(آبَ) يؤوبُ، و(تَابَ) يَتُوبُ، و(ثَابَ) يَثُوبُ كلهَا بِمَعْنى رَجَعَ فالإِياب الرُّجُوع، وَمِنْه ﴿يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ﴾ ١ أَي رجّعي بِصَوْت التَّسْبِيح مَعَه، و(عَادَه) يَعُودُه زَارَهُ، و(جَابَه) يَجُوبُه خرقه وقطعه، و(حَابَ) يَحُوبُ حَوْبًا بِالضَّمِّ وَالْفَتْح أَثِمَ، وَمِنْه ﴿إِنَّهُ كَانَ حُوبًا كَبِيرًا﴾ ٢ و(ذَابَ) السّمن وَنَحْوه يَذُوبُ و(رَابَ) اللَّبن يَرُوبُ، و(شَابَه) يَشُوبُه خلطه، و(صَابَ) [٢٠/ ب] الْمَطَر يَصُوبُ نزل بِكَثْرَة، و(قَالَ) يَقُولُ.
تَنْبِيه: لَا أثر لكَون لَام هَذَا النَّوْع حرف حلق، وَإِن اقتضته عبارَة التسهيل، وإطلاقه فِي النّظم يُؤَيّد مَا قُلْنَاهُ، وَقد ذكرنَا فِي الْأَمْثِلَة الثَّلَاثَة الأُوَلِ٣ مَا لامه حرف حلق، وَنَحْو (بَاحَ) يَبُوحُ، و(فَاحَ) الْمسك يَفُوحُ، و(صَاغَ) الحَلْيَ يَصُوغُه. وَمِثَال مَا لامه وَاو: (بَدَا) يَبْدُو: ظهر وَسكن الْبَادِيَة، و(بَذَا) عَلَيْهِم يَبْذُو: فَحُشَ فِي كَلَامه فَهُوَ بَذِيٌّ، و(دَعَا) يَدْعُو، و(بَلاه) يَبْلُوه: اختبره وَمِنْه ﴿لَتُبْلَوُنّ﴾ ٤، و(تلاه) يَتْلُوه: تبعه، و(الْقُرْآن قَرَاه) ٥، و(جَفَاه) يَجْفُوه:

١ - سبأ:١٠. ٢ - النِّسَاء: ٢. ٣ - وَهِي يَاء يبح وساء يسوء وناء ينؤ. ٤ - آل عمرَان: ١٨٦. ٥ - هَذَا الْفِعْل من (قَروَ) وَلَيْسَ من قَرَأَ المهموز قَالَ فِي اللِّسَان: ١٥/١٧٥ "قروت الْبِلَاد قروًا وقريتها قريًا ... وقرا الأَرْض يقروها ... إِذا تتبعها أَرضًا أَرضًا"، وعَلى هَذَا فمراد المصنّف تتبعت الْقُرْآن حرفا حرفا..

1 / 218