فتح المتعال على القصيدة المسماة بلامية الأفعال
محقق
إبراهيم بن سليمان البعيمي
الناشر
مجلة الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
رقم الإصدار
١٤١٧هـ
سنة النشر
١٤١٨هـ
تصانيف
النحو والصرف
فِي التَّذْكِرَة١: "وَعِنْده التَّصْحِيح لَيْسَ يُمكن فِي عصرنا٢، وَقَالَ يحيى يُمكن٣" وَالضَّمِير عِنْده لِابْنِ الصّلاح، وَالْمرَاد بـ (يحيى) الإِمام النَّوَوِيّ٤ ﵀.
وَالْمعْنَى نَاقص وَقَلِيل الْبركَة فَهُوَ وَإِن تمّ حسًّا لَا يتمّ معنى.
ثمَّ إِنَّه يَنْبَغِي لكل شَارِع فِي فن أَن يتَكَلَّم على الْبَسْمَلَة بِمَا يُنَاسِبهَا من الْفَنّ الْمَشْرُوع فِيهِ، ثمَّ إِن محلّ التكلُّم عَلَيْهَا إِذا كَانَت من مَوْضُوعه، فَإِن لم تكن مِنْهُ فَلَا يَنْبَغِي أَن يتَكَلَّم عَلَيْهَا، وحينئذٍ فلابدّ من تَقْدِيم مقدّمة مُشْتَمِلَة على المبادئ الَّتِي من جُمْلَتهَا الْمَوْضُوع ليُعلم هَل الْبَسْمَلَة مِنْهُ فَيُتَكَلَّمُ عَلَيْهَا أَولا، ومبادئ كل فنّ عشرَة جمعهَا بَعضهم بقوله [٢/ ب]:
إنّ مبادي كل فنِّ عشرَة ... الحدّ والموضوع ثمَّ الثَّمَرَة
وفضله وَنسبَة والواضع ... وَالِاسْم الاستمداد حكم الشَّارِع
مسَائِل وَالْبَعْض بِالْبَعْضِ اكْتفى ... وَمن درى الْجَمِيع حَاز الشرفا
فالتصريف لُغَة: مُطلق التَّغْيِير٥، وَمِنْه تصريف الرِّيَاح، أَي تغييرها، وَتَقَلُّبهَا.
_________
١ - التَّذْكِرَة كتاب للعراقي مطبوع.
٢ - الضَّمِير يعود للعراقي، وَالْمعْنَى أَن ابْن الصّلاح لَا يرى التَّصْحِيح فِي زَمَانه هُوَ والأزمنة الَّتِي تليه.
٣ - وَبِنَاء على رَأْي النَّوَوِيّ يجوز التَّصْحِيح والتضعيف فِي زمن الْعِرَاقِيّ والأزمنة الَّتِي تليه.
٤ - الإِمَام النَّوَوِيّ هُوَ: أَبُو زَكَرِيَّا يحيى بن شرف بن مري الْحزَامِي مُحدث فَقِيه لَهُ شرح على صَحِيح مُسلم ولد عَام ٦٣١، وَتوفى عَام ٦٧٦.
تنظر تَرْجَمته فِي طَبَقَات الشَّافِعِيَّة للسبكي: ٨/٣٩٥، الْبِدَايَة وَالنِّهَايَة: ١٣/٢٧٨، وَلم يترجم لَهُ الذَّهَبِيّ فِي السّير وَإِنَّمَا ترْجم لَهُ فِي تذكرة الْحفاظ.
٥ - وَهُنَاكَ معانٍ لغوية أُخْرَى لكلمة الصّرْف مِنْهَا: التَّحْوِيل، والتصيير، ورد الشَّيْء عَن وَجهه وَهِي معانٍ قريبَة من بَعْضهَا. ينظر اللِّسَان (صرف) ٩/ ١٨٩.
1 / 169