193

الفتح المبين بشرح الأربعين

الناشر

دار المنهاج

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢٨ هـ - ٢٠٠٨ م

مكان النشر

جدة - المملكة العربية السعودية

تصانيف

الحديث الرابع [مراحل خلق الإنسان وتقدير رزقه وأجله وعمله]
عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ ﵁ قَالَ: حَدَّثَنَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ وَهُوَ الصَّادِقُ الْمَصْدُوقُ: "إِنَّ أَحَدَكُمْ يُجْمَعُ خَلقُهُ في بَطْنِ أُمِّهِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا، ثُمَّ يَكُونُ عَلَقَةً مِثْلَ ذَلِكَ، ثمَّ يَكونُ مُضْغَةً مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ يُرْسَلُ الْمَلَكُ، فَيَنفُخ فِيهِ الرُّوحَ، وَيُؤْمَرُ بأَرْبَعِ كَلِمَاتٍ: بكَتْبِ رِزْقِهِ، وَأَجَلِهِ، وَعَمَلِهِ، وَشَقِي أَوْ سَعِيد، فَوَالَّذِي لَا إِلَهَ غَيْرُهُ إِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَعْمَلُ بعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ، حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا إِلَّا ذِرَاعٌ، فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الْكِتَابُ، فيَعْمَلُ بعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ، فَيَدْخُلُهَا، وَإِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَعْمَلُ بعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ، حَتَّى مَا يَكُوَنُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا إِلَّا ذِرَاعٌ، فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الْكِتَابُ، فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ، فَيَدْخُلُهَا" رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ (١).
(عن أبي عبد الرحمن عبد اللَّه بن مسعود ﵁ ابن غافل، بمعجمة وفاء، ابن حبيب الهذلي، وهذيل بن مدركة، وكان أبوه مسعود حالف في الجاهلية عبد الحارث بن زهرة، وأمه أم عبدٍ هذليةٌ أيضًا.
أسلم قديمًا بمكة سادس ستةٍ لمَّا مرَّ به ﷺ وهو يرعى غنمًا لعقبة بن أبي مُعَيط، فقال له: "يا غلام؛ هل من لبن؟ " قال: نعم، ولكنِّي مؤتمن (٢)، قال: "فهل من شاةٍ لا ينزو عليها الفحل؟ " فأتاه بها، فمسح ضرعها،

(١) صحيح البخاري (٣٢٠٨)، وصحيح مسلم (٢٦٤٣).
(٢) قوله: (ولكني مؤتمن) فإن قيل: كيف استباح النبي ﷺ شرب اللبن وهو مِلْكٌ لغيره وأملاك الكفار لم تكن أُبيحت يومئذٍ ولا دماؤهم؟ أجاب السهيلي: بأن العرب في الجاهلية كان في عرف العادة عندهم =

1 / 197