فتح الرحمن في بيان هجر القرآن

محمود الملاح ت. غير معلوم
123

فتح الرحمن في بيان هجر القرآن

الناشر

دار ابن خزيمة للنشر والتوزيع

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٣١ هـ - ٢٠١٠ م

مكان النشر

الرياض - المملكة العربية السعودية

تصانيف

هل هناك فرق بين السماع والاستماع؟ نعم، فالاستماع يكون بحضور القلب مع سكون الجوارح بحيث يحصل التدبر؛ لذا يؤجر عليه صاحبه. وأما السماع فيكون بدون قصد ولا إرادة، لذا لا يترتب عليه أجر ولا إثم. قال شيخ الإسلام ابن تيمية ﵀: (فالرجل لوسمع الكفر والكذب والغيبة والغناء والشبابة، من غير قصد منه، كأن كان مجتازًا بطريق فسمع ذلك، لم يأثم، ذلك باتفاق المسلمين، ولو كان الرجل مارًا، فسمع القرآن، من غير أن يستمع إليه، لم يؤجر على ذلك، وإنما يؤجر على الاستماع الذي يقصد) (١). ثانيًا: فضائل استماع القرآن إن فضائل استماع القرآن الكريم كثيرة، كما أن لتلاوة القرآن الأجر العظيم، فكن - أخي الحبيب - من المحافظين على تلاوته واستماعه، حتى تفوز بالأجر العظيم في الدنيا والآخرة، وتكون من أهل القرآن الذين هم أهل الله وخاصته. ومن هذه الفضائل: ١ - استماع القرآن سبب لرحمة الله ﷾: قال الله ﷿: ﴿وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾ (٢٠٤) سورة الأعراف. قال ﷺ: " وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله، يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم، إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده " (٢).

(١) مجموع الفتاوى (٣/ ٢١٢). (٢) رواه مسلم (٦٧٢٦) وأبوداود والترمذي مختصرًا عن أبي هريرة ﵁ مرفوعًا.

1 / 135